يؤكد رئيس مؤسسة القصبة بلقاسم باباسي، أن أشغال الميترو الجارية حاليا تحت ساحة الشهداء لا تشكل خطرا على آثار مدينة ''إيكوزيوم'' القديمة لأنها لا توجد في تلك المنطقة، لكنه يحذر من خطر الأشغال على المعالم العمرانية القريبة من هناك بفعل الارتدادات· طرحتم من خلال ندوة جمعية القصبة قضية خطر أشغال مؤسسة ميترو الجزائر على التراث العمراني لمدينة الجزائر القديمة، كيف عدتم إلى هذا الموضوع القديم الذي يفترض أن الخبراء فصلوا فيه؟ تلك الندوة لم تكن مخصصة لهذا الموضوع، بل تناولت النسيج العمراني القديم لمدينة الجزائر بنظرة أخرى، انطلاقا من خبرة مهندس معماري، وفي النهاية طرح المهندس مجموعة من التساؤلات على مستوى ساحة الشهداء وبعض الأشغال الجارية هناك وهل هناك آثار يمكن أن تتعرض للأخطار جراء ذلك، وأنا قلت أنه تحت ساحة الشهداء لا يوجد شيء من الآثار يمكن أن تتضرر، لكني نبهت إلى جانب آخر من الأخطار ويتمثل في تزعزع بعض البنايات القديمة، ومنها عمارتان قرب مسجد علي بشنيني (المعروف عند الناس باسم علي بتشين)، وحرصت على التأكيد على أن مؤسسة ميترو الجزائر تقوم بعملها والأمر نفسه مع وزارة الثقافة، التخوف الوحيد هو من انهيار بعض البنايات القديمة· وماذا حدث بعد ذلك؟ بعد هذا النقاش اتصل بي مدير مؤسسة ميترو الجزائر وقال لي إن المؤسسة التي يديرها أخذت كل الاحتياطات اللازمة، ووعد بأن يكون حاضرا لمناقشة الموضوع من كل جوانبه في ندوة مؤسسة القصبة المقررة السبت القادم· وماذا عن آثار ''إيكوزيوم'' القديمة التي يقال بأنها موجودة هناك؟ كان من المفترض أن تكون محطة الميترو عند جامع كتشاوة، غير أن منظمة اليونيسكو رفضت ذلك واضطرت إدارة الميترو إلى تغيير مكانها، حيث أصبح وفق المخطط الجديد قيد الإنجاز، وتبين بالفعل أن المكان القديم يحتوي على آثار ''إيكوزيوم'' القديمة، وتم اقتراح أن تكون المحطة على طريقة بعض المدن التي تحتوي على آثار قديمة مثل روما وأثينا وهي فكرة المحطة - الميترو· ومؤسستنا ''القصبة'' كانت قبل سنين قد أثارت قضية مشابهة عندما كانت هناك فكرة بناء محطة نقل كبيرة قرب الجامع الكبير ورأينا مع الخبراء أن ذلك من شأنه أن يزعزع تلك المعالم العمرانية نتيجة للحركة التي تزداد مع المحطة، وقد تدخل في الأخير المحافظ السابق لمدينة الجزائر لصالح تحويل المشروع وحماية تلك المعالم الآثرية· وأغتنم هذه الفرصة في الأخير لأدعو المجتمع المدني إلى التحرك في مثل هذه المناسبات وقول كلمته، فمن شأن ذلك حماية التراث العمراني للمدينة·