بدأ الكلام يخرج من أفواه النشطاء في الحقل السياسي أو الذين يعوّل عليهم لتنشيط التشريعيات القادمة وكل منهم يؤكد أنه الأحق والأجدر بمقاعد البرلمان الذي يتحول بعد دخولهم إليه لمجرد مكان للنوم ورفع الأيادي· قال حماري وهو يتأمل تلك الوجوه المكررة، أليس هنا غير هؤلاء؟ هذا كل ما أنجبته الجزائر الحرة؟ قلت ·· هل تريد المزيد؟ الأحزاب أصبحت مثل الفطر البري منتشرة بكثرة ولكن دون فائدة تذكر؟ قال ناهقا ·· أبحث عن النوعية وليس عن الكمية، وكل هذه الأحزاب التي تراها من حولك وحتى التي لم تُعتمد بعد كلها مستهلكة لأنها تنتمي لنفس الوجوه القديمة، نريد دما جديدا لم تفعل فيه السياسة أفاعيلها؟ قلت ·· لا أفهمك أيها الحمار، هل تريد من لا يفقه في السياسة حتى تنتخبه؟ قال ساخرا ·· ليس كذلك ولكن مللت منهم جميعا، ومنذ أن وعيت على الدنيا وأنا أراهم في التلفاز والجرائد وأسمعهم يقولون ما لا يفعلون، وبمجرد أن تنتهي ''هوشة'' الانتخابات يعودون إلى جحورهم دون استمرارية للفعل السياسي، فمن أخذ مقعدا في البرلمان يستعمله لنفوذه الشخصي ومن أخفق فيسب ويلعن لأنه لم يحقق هدفه الذي سيجني منه الكثير· قلت ··· ببساطة، هذه هي الأحزاب وهذا هو دورها؟ قال ·· وماذا كنت تظن؟ على كل حال لا يمكنك أن تفكر أكثر من ذلك لأنك ترى وتسمع ما يحدث· قلت ·· السلطة هي التي لا تريد إعطاء الحق لأحزاب حقيقية لأنها تخاف على نفسها منهم· قال ·· تقصد أن ينقلب السحر على الساحر؟ لا تخف لن يحدث هذا أبدا، فالنظام عندنا متجذر ولن يخيفه كلام جاب الله ولا سلطاني ولا لويزة ولا غيرهم، فهم مجرد أحزاب تدور في فلكه ولن يتجرأ أحد عن العصيان· قلت باشمئزاز·· الحديث عن الانتخابات مقرف والغريب أن الساحة كلها لا حديث لها سوى عن ذلك وكأنهم يظنون أن هذه المرة سيحدث الاختلاف؟ قال ناهقا·· يتفاءلون بما حدث من حولنا· ولكن لا يعرفون أن الجزائر لا تتغير أبدا أبدا· والنتائج ستحسم قبل السباق·