قتل ما لا يقل عن ست عشر شخصا، أمس الجمعة، برصاص الأمن والجيش السوري أغلبهم في ريف دمشق، وذلك بالتزامن مع دعوات للتظاهر في جمعة خصصت لإحياء ذكرى مجزرة مدينة حماة عام 1982. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن خمسة قتلوا في دمشق وإثنين في حماة وواحدا في كل من حلب والرقة ودرعا، وذلك في جمعة شعارها ''عذراً حماة سامحينا'' بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على ''المذبحة'' التي يتهم المعارضون السوريون نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد بارتكابها. هذا، كان 17 شخصاً قتلوا أول أمس برصاص الأمن في أنحاء مختلفة من البلاد. وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن قتيلا سقط وجرح آخرون نتيجة إطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن والجيش على أحياء منطقة عندان بحلب، وكانت الهيئة أعلنت ارتفاع عدد قتلى أول أمس الخميس برصاص الأمن إلى 17 سقطوا في كل من درعا وحمص وحلب وإدلب والقنيطرة وحماة وريف دمشق والرقة. وأوضحت الهيئة أن الأمن يشن حملة مداهمات واعتقالات عشوائية منذ ساعات الصباح الأولى في بلدة جاسم بدرعا.وفي السياق، أوردت منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) أن 384 طفلاً على الأقل قتلوا في سوريا منذ اندلاع الثورة.وتأتي الجمعة الجديدة في وقت وزع فيه المغرب الصيغة النهائية لمشروع القرار العربي الأوروبي بشأن سوريا، التي خلت من الإشارة إلى تفاصيل الحل السياسي المقترح من الجامعة العربية التي وردت في مسودات سابقة للمشروع، وتتضمن نقل صلاحيات من الرئيس إلى نائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات. كما لم تتضمن مواد كانت تعترض عليها موسكو، كتوريد ونقل السلاح إلى سوريا والعقوبات التي تبنتها الجامعة العربية. ويؤكد المشروع على نحو قاطع حل الأزمة السورية بشكل سلمي ويستبعد التدخل العسكري. وكانت المعارضة السورية دعت إلى التظاهر يوميْ الخميس والجمعة في سائر أنحاء البلاد تحت شعار ''عذراً حماة''، إحياء للذكرى السنوية الثلاثين للمجزرة التي حصلت في هذه المدينة في عهد حافظ الأسد (والد بشار)، وذلك للمرة الأولى منذ وقوعها. وحسب لقطات بثها الناشطون على شبكة الإنترنت، فقد صُبغت شوارعُ في المدينة وأجزاء من نواعير حماة الأثرية الخميس باللون الأحمر، وكتب عليها ''حافظ مات وحماة لم تمت، وبشار سيموت ولكن حماة لن تموت''. وتعرّضت حماة ابتداء من الثاني من فيفري 1982 وعلى مدى أربعة أسابيع، لهجوم مدمر شنته القوات السورية ردا على تمرد مسلح نفذته حركة الإخوان المسلمين، مما أسفر عن سقوط عشرين ألف قتيل، حسب بعض التقديرات، في حين تقول المعارضة السورية إن الرقم تجاوز أربعين ألفا. وتسرب بعض الطلاء إلى نهر العاصي الذي يشق رابعة مدن البلاد الكبرى (700 ألف نسمة)، وأظهرت لقطات نشرت على الإنترنت النهر، وقد اصطبغ باللون الأحمر، وقال نشطاء إن الطلاء يرمز للدم الذي سال خلال الهجوم.