لم يقل رئيس ''حمس'' أبو جرة سلطاني، أمس، في افتتاح الدورة الطارئة لمجلس الشورى، إن الجزائريين سيختارون حركته في الانتخابات القادمة، كما هو معهود، بل قال ''سيختارون التيار الإسلامي''، موضحا أن ''تصريحات قادة بعض الأحزاب ضد الإسلاميين هي حملة مجانية لهم وستكون من أسباب فوزهم في التشريعيات القادمة''· سيشرح أبو جرة سلطاني، اليوم، خيارات مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم، بخصوص ''قبوله'' التحالف مع فاتح ربيعي وحملاوي عكوشي للدخول إلى التشريعيات· وتخلت الحركة لأول مرة في تاريخها عن الحديث باسمها، في إشارة مسبقة إلى أن التحالف قد وقع بلقاء القادة، وليس اجتماع مجالس الشورى سوى إجراء شكليا· وجاءت كلمة أبو جرة سلطاني في الافتتاح دليل على ذلك بقوله ''إن حركة مجتمع السلم مطمئنة تماما إلى حسن اختيار الشعب للتيار الإسلامي لسبعة أسباب باتت معروفة ومكشوفة''، وقال معددا إياها ''أولا الشباب الجزائري ميّال إلى الثقة أكثر في هذا التيار الذي صوتت لصالحه في كل الاستحقاقات منذ دخلت الجزائر عهد التعددية''· وأضاف إن ''الإسلاميون استوعبوا الدرس جيّدا وصاروا متشبعين بثقافة الديمقراطية والوطنية، وهم يكافحون اليوم سلميا لبناء الدولة المدنية القائمة على الحريات وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية ورعاية العهود والمواثيق''· وإذا كان هذا لا يخرج عن الإشارات الإيجابية لكل سلطة داخلية أو خارجية تعارض وصول الإسلاميين إلى الأغلبية البرلمانية، فإن السبب الرابع عند سلطاني يتمثل في أن ''الإسلاموفوبي'' مفهوم استنفد أغراضه السياسية وتوصل الرأي العام العالمي أن فزاعة الإسلاميين التي كانت ترفعها الأنظمة المستبدة تأكد زيفها وبطلانها''، موضحا في سبب رابع أن ''الانتخاب على التيار الإسلامي أصبح حقيقة ماثلة أمام العيان عبر كل الأقطار''· كما أكد سلطاني في كلمته ما بات قناعة لدى كثيرين ''وهو أن أغلب الجزائريين صاروا مقتنعين بأن القوة الانتخابية المرجحة يحوز عليها المتعاطفون مع الإسلاميين بصرف النظر عن تسمياتهم واختلافات بعض قياداتهم''· واعتبر أبوجرة في سبب آخر أن التيار الإسلامي ''هو الأكثر تنظيما وانضباطا والأقدر على الإقناع بخطابه ورجاله وبرنامجه، ومازال يملك من أدوات التعبئة والتحشيد ما يتجاوز كل التوقعات''· وتوقع في آخر الأسباب أن قادة بعض الأحزاب ''وبتصريحاتهم غير المسؤولة والمستفزة لمشاعر الرأي العام قد تتحوّل لحملة انتخابية مجانية للإسلاميين''·