أرجأت حركة مجتمع السلم الفصل النهائي في اختيار إطاراتها المرشحين لخوض المنافسة الانتخابية المرتقبة، بعدما كان مقررا إعدادها بشكل نهائي قبل نهاية الشهر الجاري على مستوى كل مجالس الشورى الولائية· وذكرت مصادر ”البلاد” أن قرار التأجيل جاء بتوجيه من قيادة الحركة، بهدف فسح المجال أمام إنجاح ما أطلق عليه ”مبادرة التحالف الإسلامي” التي يبدو من خلال المؤشرات المرصودة حتى الآن أنها تحظى باهتمام جدي من قبل قيادة حمس، خصوصا بعد قرارها الأخير ب”فك الارتباط” مع شريكيها السابقين في التحالف الرئاسي، جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي· وأشارت المصادر إلى أن فريق أبو جرة سلطاني فضل التريث في هذه المسألة بغية توفير الأسباب المواتية لتجسيد التحالف المذكور الذي من المقرر أن يجمع عددا من أحزاب الأسرة الإسلامية المختلفة في الجزائر، وهو ما كشف عنه زعيم الحركة أبو جرة سلطاني خلال تجمعه الأخير بتلمسان حين حث أبناء الحركة على نسج قوائم شعبية بدل القوائم الحزبية في التشريعيات القادمة، في إشارة الى ضرورة الانفتاح على رموز التيار الإسلامي· في حين تقرأ أطراف من محيط التيار الإسلامي هذا الموقف بأنه محاولة من حمس لتقديم رسالة واضحة إلى الأطراف الأخرى الراغبة في الانضمام إلى هذا التحالف، مفادها أن حمس مستعدة وجادة في الذهاب بعيدا في سبيل إنجاح هذا التقارب، رغم محاولات البعض عرقلة انضمامها، كما يرى هؤلاء، بوضع شروط مسبقة تهدف إلى عرقلة هذا الانضمام، في إشارة ضمنية إلى تصريحات غريم سلطاني السابق ورئيس جبهة التغيير الوطني، عبد المجيد مناصرة، الذي اشترط انسحاب حركة الراحل نحناح من الحكومة مقابل قبول التحالف معهم في التشريعيات المقبلة· وفي مقابل هذا الرأي، يفسر كثير من المراقبين توجه حمس نحو خيار القائمة الموحدة مع باقي أحزاب الطيف الإسلامي، بأنه نظرة براغماتية بحتة مفادها خوف هذه الأخيرة من تبعات التراجع في الانتخابات المقبلة وخشيتها من أن يشكل ذلك نكسة على نفسية المنتمين إلى هذا التيار عموما، خصوصا بعد موجة الربيع العربي التي دفعت بنظراء حمس في كل من المغرب وتونس ومصر بل وحتى الكويت إلى تصدر الواجهة في الانتخابات التشريعية بتلك الدول·