فتح الروائي واسيني الأعرج النار على مؤسسة ''الأمير عبد القادر'' وحفيدته ''الأميرة بديعة''، متهما إياهما بمحاربة كل من يحاول الاقتراب من مؤسس الدولة الجزائرية والكتابة عنه· وقال واسيني إن مؤسسة الأمير تجمع في داخلها أشخاصا لا يهمهم توريث هذه الشخصية للأجيال القادمة بالشكل الإنساني، حيث أعادوا إنتاج الصورة النمطية عن الأمير، وأصبحوا ''حماة الصورة الميتة'' له، ولم يأتوا بشيء جديد تخدم شخصيته الفذة· واعتبر الأعرج في حوار ل''الجزيرة''، أن روايته ''كتاب الأمير'' حركت وضعا جامدا وقاتلا وضع فيه مؤسس الدولة الجزائرية وكاد يخنقه، مضيفا أن روايته أدخلت نوعا من الحركة والحياة في الأمير، وحررته من سلطان هؤلاء الذين حولوه إلى سجل تجاري و''ماركة مسجلة''، ونسوا أن الأمير هو أولا وأخيرا شخصية وطنية، وملك لكل الجزائريين حتى الذين لا يحبونه· ويؤكد واسيني أنه أدخل الأمير بروايته، في فكرة حوار الحضارات والأديان من خلال حياته ولقائه الحقيقي بالقس المسيحي ''مونسينيور ديبوش'' الذي ظل يدافع عنه حتى وفاته وحتى أطلقه من سجنه، موضحا أنه لم يضف أي شيء من عنده تجاه الأمير ''على مدار أربع سنوات كونت صداقة رائعة مع الأمير لدرجة أني بينت بعض سلبياته لأنه إنسان عظيم''· وفي السياق ذاته، أوضح صاحب ''شرفات بحر الشمال'' أن مؤسس الدولة الجزائرية ظل في رواية ''كتاب الأمير'' كما كان دائما في حياته دون إضافات تاريخية، حيث دخل في أعماقه وأعماق محيطه ليفهم ردود فعله، أي في المساحات الطبيعية للرواية، وهي المساحات التي لا تدخلها الرواية فهي بغاية الأهمية بالنسبة للشخصية، على حد قوله·من ناحية أخرى، كشف واسيني أنه يعكف حاليا على كتابة رواية جديدة تحمل عنوان ''شهوة المنتهى'' التي تشكل امتدادا لرواية ''الأمير''، معتبرا أن تاريخ القرن التاسع عشر ''قلق وانبنت عليه معاناتنا اليوم وبعض منجزاتنا البشرية·· ولهذا يجب ألا ينظر إلى ذلك بسهولة أبدا''· وأوضح الأعرج أنه من خلال عنوان هذا العمل يظهر الطابع الصوفي له، خصوصا أنه يتناول صوفية الأمير وعلاقاته ب''الماسونية'' وإشكالاتها، وانغماسه في الحرب الأهلية في بلاد الشام، وتدخله لصالح المسيحيين المظلومين· وإلى جانب الجزء الثاني ل''الأمير''، يشتغل الأعرج على نص روائي آخر ل''التخفيف من ثقل التاريخ''، كما يقول، و''البقاء في أفق الأدب الخالص''، حيث وضع له مؤقتا عنوان ''أصابع لوليتا''، وهي بطلة رواية الكاتب الروسي الأمريكي ''نابوكوف''، وموضوعها قصة حب بين مراهقة لم تكد تنهي عشرين سنة بكل أحلامها وخيباتها، ورجل عمره ستون عاما