قال الكاتب الجزائري واسيني الأعرج إنه ينتمي إلى جيل تشرب الثقافة واللغة الفرنسية على حساب العربية، إلا أنه درس العربية تنفيذاً لوصية جدته له بدراسة لغة أجداده، مشيراً إلى أنه تعلمها في إحدى المدارس القرآنية «الكتاتيب» الصغيرة في الجزائر. وروى الأعرج خلال لقاء مفتوح معه نظمه أخيراً مختبر السرد في مكتبة الإسكندرية قصة ولعه بالعربية، موضحاً أنه أثناء دراسته بالمدرسة القرآنية، اطّلع مصادفة على نسخة من كتاب «ألف ليلة وليلة»، ومن هنا كان هذا الكتاب مدخلاً له إلى الاهتمام بالأدب وباللغة العربية ليس فقط إرضاء لجدته، وإنما أيضاً لجمال النص. ولمح إلى أن عشقه العربية جعله يتخلى عن الدراسة في القسم العلمي في الثانوية العامة ليتجه إلى القسم الأدبي. وأوضح أن رواية «كتاب الأمير» التي حصل من خلالها على جائزة الشيخ زايد لعام 2007، والصادرة عام 2005 جاءت في إطار رده على نظرية صدام الحضارات التي روج لها الكاتب الأميركي صمويل هنتنغتون، موضحاً أن تلك الرواية تبرز جوانب إنسانية رائعة في حياة الزعيم الوطني الأمير عبد القادر وفي تعامله مع العدو الفرنسي الذي كان يستعمر الجزائر آنذاك. وتدور أحداث الرواية حول الأمير عبد القادر بن محيي الدين الجزائري في منتصف القرن التاسع عشر، إلا أنها تربط الماضي بالحاضر. وأوضح الأعرج أن المعلومات والمواقف التاريخية التي ضمّنها في روايته «مؤكدة»، موضحاً أنه استقاها من مراجع تاريخية، إلا أنه نفى عن نفسه أن يكون مؤرخاً، أو أن تكون رواية «كتاب الأمير» تأريخاً لحياة الأمير عبد القادر؛ قائلاً: «كتبت عن لحظة منسية في أفق روائي، وإذا اعتبر الروائي نفسه مؤرخاً عُدّ فاشلاً». ولفت إلى أنه رفض العديد من الدعوات للمشاركة في ندوات حول الأمير عبد القادر نظراً لكونه غير متخصص في التاريخ. وأشار الأعرج، في تعليقه على رواية «أنثى السراب»، إلى أنه يحمل في عمقه شيئاً من المرأة؛ إذ تربى في وسط نسائي نظراً لاستشهاد والده في القتال ضد المستعمر الفرنسي. كما نوّه إلى أن الإرهاب الذي شهدته الجزائر في تسعينات القرن الماضي كان له أثر في الكثير من أعماله مثل رواية «ذاكرة الماء». واستنكر الأعرج في مستهل اللقاء الأزمة التي تسببت فيها مباراة كرة قدم بين مصر والجزائر؛ قائلاً: «المشكلة التي حدثت مخجلة وخيبة كبيرة، وكنت أرجو ألا يتركها المثقفون لتستفحل». وكان الأعرج(56 سنة) استبق اللقاء بإهداء مكتبة الإسكندرية أعماله الكاملة. وشارك الأعرج، الذي اختيرت روايته «البيت الأندلسي» ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية في دورتها الرابعة، في توزيع جوائز مسابقة «مختبر السرد» في القصة القصيرة لعام 2010، وفازت بالمركز الأول هبة الله محمد حسن السيد عن قصة «رجل سعيد جداً»، وحصل على المركز الثاني علاء عبد المنعم إبراهيم غنيم عن قصة «الخِباء»، وكان المركز الثالث من نصيب أحمد سعيد عيد محمد عن قصة «كأنه حي»، وفاز بالمركزين الرابع والخامس دعاء صابر علي عن قصة «ستائر المطر»، وأحمد ثروت السعيد عن قصة «خمارة الشيخ خالد».