عندما أخبروني أن زبانية الدكتور، الدكتاتور سعدي منعوا للمرة الألف صحفيي الجزائر نيوز من تغطية أشغال مؤتمر الأرسيدي، كدت لا أصدق، فاتصلت مباشرة بالزميل والأخ احميدة عياشي، فأكد لي الخبر وكأن المسألة بالنسبة إليه أضحت عادية وروتينية، فقلت له، و''هل تسكت على ذلك؟!'' فقال لي ''وماذا تريدين أن أفعل مع رجل امتلأ قلبه بالضغينة ورأسه بالنزعة الدكتاتورية؟!'' قلت له ''أرجوك، لا تنزعج، فأنا أريد أن أكتب'' قال لي ''هذا هو سعدي،، لا تشغلي نفسك به كثيرا··'' ثم بقيت للحظات أفكر بيني وبين نفسي: ثم قلت لا·· لن أصمت على هكذا سلوك·· هذا الرجل يجب أن يكشف للعيان، لذا قررت أن أكتب عن هذا الرجل الذي التقيت به، مرة في فرنسا، وحتى أكون صادقة مع نفسي، فقد كنت أميل إليه ومؤمنة بأفكاره ومواقفه·· وما دام الشيء بالشيء يذكر، أنني انزعجت من الزميل احميدة عياشي عندما شن عليه ذات مرة هجوما، بدا لي أنه تصفية حساب قديم مع الرجل·· حينها لم أتصل باحميدة عياشي، لكنني مررت له الملاحظة من خلال أحد أصدقائنا المشتركين، وقال لي، الصديق أن احميدة أقسم له، أن المسألة ليست تصفية حساب، بل بالعكس أنه لا زال يحتفظ ببعض الاحترام لصديقه القديم سعدي·· والآن فهمت، أن الدكتور الذي انفض من حوله كل رفاقه، وأصبح فعلا الدكتاتور الذي احتل حزبه مدى الحياة حتى وإن ادعى أنه لن يبق على رأس الأرسيدي·· وإنه لشيء مؤلم ومؤسف أن يصر الدكتور الدكتاتور على هذا الطريق البشع والسيء·· وعندما أقول مثل هذا الكلام عن الدكتور الدكتاتور، أشعر بالارتياح، لأنني لم ألطخ يوما يدي بوساخة السلطة، ولم تكن لي يوما أية علاقة وبأية صفة أو شكل كان مع الدياراس الذي تعامل معه الدكتور الدكتاتور في الكثير من أوقات حياته، ولم يقل عني صديقه بوتفليقة بأني صديقته، مثلما هو كان صديقه ذات يوم، ثم رماه مثلما ترمى المنشفة ومع ذلك، أقول للدكتور الدكتاتور، أنت في حاجة إلى طبيب نفساني، فلا تنس عندما تطير هذه المرة إلى باريس أن تبحث عن طبيب ربما ينقذك من مرضك المزمن·· وإن لم تجده، تعال اتصل بي عن طريق الجريدة، أعطيك عنوانا··