أعلنت جماعة الاخوان المسلمين، أول أمس السبت، اختيار خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة، مرشحا عنها لخوض أول انتخابات رئاسية بعد سقوط حسني مبارك، وذلك رغم تأكيد الجماعة في وقت سابق أنها لن تتقدم بمرشح لهذا المنصب في الانتخابات التي ستجرى في ماي القادم. وقال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، إن مجلس شورى الجماعة والهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، قررا ترشيح نائب المرشد خيرت الشاطر ليخوض الانتخابات الرئاسية في مصر. وأضاف بديع إن الشاطر استقال من منصب نائب المرشد العام للجماعة وكذلك من الهيئة العامة للحزب، تمهيدا لخوضه هذه الانتخابات. من جانبه، قال محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن ما اعتبره المحاولات الجادة المعروفة لإعاقة المصريين عن تحقيق الاستقرار السلمي، هو ما دفع الحزب بالتوافق مع الجماعة إلى التقدم بمرشح للرئاسة. وقد ولد خيرت الشاطر بمحافظة الدقهلية بدلتا النيل في 4 ماي عام ,1950 وسجن في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ثم في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك عدة مرات. وشغل الشاطر منصب النائب الثاني للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في عهد المرشد السابق محمد مهدي عاكف. كما شغل منصب النائب الأول للمرشد العام الحالي محمد بديع وكان في السجن وقت انتخابه للمنصب، قد عمل بالتجارة وإدارة الأعمال وشارك في مجالس إدارة شركات وبنوك. وقررت جماعة الإخوان في مصر، أول أمس السبت الإسراع في حسم موقفها من الدفع بمرشح عنها في انتخابات الرئاسة المقبلة، حيث عقد مجلس شورى الجماعة اجتماعا طارئا استمر ست ساعات، وسط تحذيرات من تفتت أصوات التيار الإسلامي. وأعرب سيف الإسلام حسن البنا، عضو الجماعة ونجل مؤسسها عن مخاوفه من شق صف الجماعة في حال الرجوع عن تعهدها بعدم الترشح لمنصب الرئيس. وكان القيادي السابق بالجماعة عبد المنعم أبو الفتوح، قد قدم أوراق ترشحه للجنة الانتخابات بعد أن تعرض للفصل من الإخوان لإصراره على خوض السباق، مخالفا بذلك قرار مجلس شورى الجماعة. كما قدم الداعية السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، أوراق ترشحه الجمعة وسط آلاف من مؤيديه، وقالت رويترز تعليقا على ذلك إنه يمزج التشدد الإسلامي بالحماس الثوري، وهو أقرب ''فيما يبدو إلى صدارة سباق الرئاسة في مصر مستندا إلى لمسة شعبية يقول -حتى منتقدوه- إنها تضرب على وتر يلقى قبولا لدى كثير من الناخبين''. أما المرشح الثالث المحسوب على التيار الإسلامي، وهو محمد سليم العوا، فقد أطلق تحذيرات من تفتيت أصوات الإسلاميين، وقال إنه ينبغي للجماعات الإسلامية توحيد صفوفها ودعم مرشح واحد. وبعد تسمية الجماعة لمرشحها بدأ الجدل من صفوف الجماعة نفسها التي شهدت انقساما داخل مجلس الشورى على ترشيح الشاطر، إذا اعترض 52 عضوا من 108 أعضاء، تلاه تقديم الدكتور كمال الهلباوي مسؤول التنظيم الدولي السابق استقالته على الهواء من خلال برنامج العاشرة مساء بقناة دريم المصرية. وفي حين تفاوتت الآراء في تقييم تأثير القرار على الانتخابات الرئاسية والمرشحين الآخرين، فإن أطيافا واسعة من التيار الإسلامي عبرت عن قلقها من أن يؤدي إلى تفتيت الأصوات بين مرشحيها الأربعة حازم صلاح أبو اسماعيل وسليم العوا وعبدالمنعم أبو الفتوح، بالإضافة إلى الشاطر، وأن ذلك قد يكون في صالح أحد المرشحين الليبراليين. وبرر الدكتور محمود حسين، أمين عام الجماعة، التراجع عن القرار السابق بعدم تقديم مرشح بأن ''الوضع في مصر أصبح مقلقا، خاصة مع محاولات عرقلة عمل الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور، والدفع بمرشحين محسوبين على النظام السابق، بالإضافة إلى رفض المجلس العسكري إقالة الحكومة''.