قال نجيب محفوظ، إن الدكتاتورية هي أم الكبائر السياسية، وقياسا على ذلك فإن ما يحصل داخل حزب بلخادم وحزب جاب الله وحزب حمس وغيرهم من تسلط وانشقاق وقبول ورفض ماهو سوى ثورة على الفحشاء السياسية· نهق حماري مطولا وهو يقف عند هذا الكلام وقال: بغصة في الحلق، أنت تعرف يا صديقي أن الدكتاتورية أسهل بكثير من الديمقراطية وطريقها أيسر· قلت: هل يعقل أن تطالب هذه الأحزاب التي تمارس التسلط مع مناضليها أن تستطيع قيادة دولة إلى بر الأمان؟ تنحنح وقال: وهل سيبقى الوضع كما هو عليه، بعد أن عاث فيه الحزب الواحد والحزيبيات الأرنبية فسادا في الأرض؟ قلت: أن ترى بنفسك أنه ليس هناك بديل، وكل من يشطح في الساحة أثبتوا أنهم ليسوا قادرين حتى على إدارة عشرة أشخاص· قال ساخرا: وحتى الأشخاص الذين رشحوهم لتولي مناصب البرلمان لم يخرجوا عن نطاق البزنسة والشكارة وما ملكت الأيمان· قلت: البزسنة ضرورية حتى تستمر العفونة والشكارة هي قانون الأحزاب، أما ما ملكت الأيمان فذلك حتى يمكن لهم ضمان حسن الطاعة وعدم الخروج عنها· ضحك مني وقال: تظن أن جاب الله رشح زوجته حتى تطيعه في السياسة كما تطيعه في البيت؟ قلت بخبث: الأعمال بالنيات، والزوجة الصالحة لا تعصي أمرا لزوجها مهما كان ورضا الله من رضاه عليها· قال: أه، من زمن القهر والخزي وكل ما له صلة السوء، أردنا أن نبني دولة ولكن يبدو أن الفواعل غريبة وكل من يشطح و يردح لا يملأ العين· قلت ساخرا: لو ترشحت أنت يا حماري ربما ستجد من يناصرك ويقف أمامك وخلفك مادام أن الحابل اختلط بالنابل· قهقه بشدة وقال: وقتها ستنشق عني أنت وتقول أني دكتاتوري وتقيم علي الحد بما أن نجيب محفوظ اعتبر الدكتاتورية أم الكبائر السياسية·