تهديد فرنسا في أمنها الداخلي، عبر القيام بعمليات عسكرية ضدّ الأهداف العسكرية، دون المدنية، من قبل المجاهدين من الجالية الجزائريةبفرنسا، هو ما سرّع في حصول الجزائر على الإستقلال، في الوقت الّذي قامت فيه هذه الأخيرة بتمويل 80 بالمئة من ميزانية الحكومة المؤقتة والولايات الستّة للثورة، حسب شهادات لرئيس فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا المجاهد عمر بوداود. في خرجة له من العيار الثقيل، كشف عضو فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا سابقا إبان الثورة التحريرية، علي هارون، بمناسبة تكريم عمر بوداود في منتدى الذاكرة أمس بفندق السفير، المنظّم من قبل جمعية مشعل الشّهيد، أنّ 80 بالمئة من ميزانية الثورة، بما فيها ميزانية الحكومة المؤقتة والولايات السّت للثورة بالداخل، كانت مموّلة من طرف الجالية الجزائرية بالخارج. وقد فاقت الأموال الّتي كان هو المسؤول شخصيا على جمعها لصالح الثورة، مجموع ما تبرّعت به الدول العربية مجتمعة بما فيها مصر، على حد تعبيره، حيث كان يطلق على فدرالية جبهة التحرير بفرنسا اسم الولاية السابعة. ولم يكن الدور الكبير للجالية الجزائرية بالخارج، مقتصرا على جمع الأموال وإرسالها للجزائر فقط، بل تعدّاه إلى الشّق العسكري، حسبما أدلى به عمر بوداود الّذي يرى بأنّ تصدير الثورة، عبر نقل العمل العسكري إلى عقر دار فرنسا الإستعمارية، هو ما سرّع في حصول الجزائر على الإستقلال وسهّل من كسب مزيد من التعاطف الرسمي والشعبي الدولي للثورة، بما فيها كسب أصدقاء للثورة من فرنسا نفسها، خاصة أن العمل العسكري الجزائريبفرنسا إقتصر على أهداف عسكرية، دون المدنية وهو الشيء الّذي لعب دورا كبيرا في نجاح الثورة وإيصال صوتها للعالم، باعتبار أن الشعب الجزائري يخوض ثورة تحرير ضد محتل لبلده. وقد قدّم العديد من رفقاء المجاهد عدة شهادات أثنوا فيها على مسيرته، وعلى دوره الكبير في تمثيل الثورة بالخارج، عن طريق إنشاء وتنظيم أول فدرالية لجبهة التحرير بفرنسا بأمر من عبان رمضان شخصيا، معتبرين أن تنظيم بيت الجالية الجزائرية بالخارج، ساهم إلى حد كبير في إنجاح الثورة.
