أكد رئيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا، إبان حرب التحرير الوطنية، المجاهد «عمر بوداود» أمس، أن بإمكان الرئيس الفرنسي الحالي «فرانسوا هولاند» إعطاء دفع جديد للعلاقات الجزائرية الفرنسية، وقال أن «فرنسوا هولاند» أحسن من سابقه «نيكولا ساكوزي» في هذا الجانب، أما مسألة الاعتذار عن جرائم فرنسا في الجزائر، فليس بمقدور «هولاند» الإقدام عليها في الوقت الراهن، لكن يتم التحضير لها في فرنسا. وأوضح «عمر بوداود» في دردشة مع «السلام»، أن اعتذار فرنسا عن جرائمها ليس بالمسألة الهينة، وهم متخوفون من الإقدام على هذه الخطوة، لأنها تنطوي على حسابات كبرى، مشيرا أنها مسؤولية الأجيال القادمة في الجزائر التي ستستلم مشعل الوطن، فجيل الثورة أنهى مهمته وليس مطالبا إلا بالتذكير بالتضحيات التي قام بها الشهداء من خلال الكتابات والندوات. جاء ذلك في حفل أقامته جمعية مشعل الشهيد لتكريم المجاهد «عمر بوداود» في فندق السوفيتال، بمناسبة صدور كتابه «من حزب الشعب الجزائري إلى جبهة التحرير الوطني، مذكرات مناضل»، حظي بحضور جمع غفير من الأسرة الثورية، يتقدمهم وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، رضا مالك، علي هارون، الطيب ثعالبي، لخضر بورقعة، محمد معزوزي والمجاهدة بوعزيز. وأشار «عمر داود»، في كلمته التي ألقاها بالمناسبة، أنه يشعر بسعادة غامرة لهذه الالتفاته التي جمعته برفاقه في النضال، وقال أن هذا ليس تكريما لشخصه كبطل من أبطال الثورة التحريرية في الداخل الفرنسي فقط، بل يعد تكريما لكل الجالية الجزائرية بالخارج التي ظلت وفية للوطن منذ الثورة التحريرية ولم تتخلف عن خدمته يوما. واستذكر المجاهد «عمر بوداود» بتأثر واضح، الكلمات التي خاطبه بها «عبان رمضان» أثناء خطاب تكليفه برئاسة فيديرالية الجبهة في فرنسا في سنة 1957، حيث قال له عبان الذي استقبله حينها بالمغرب، «اسمع يا عمر، إن انتصار الثورة مضمون، ولكنه يتوقف على شرط واحد، هو أن تسيل الدماء في جادة الشانزيليزيه»، وهو ما كان يضيف بوداود - فقد أصيب «سوستيل» في الشانزيليه وسالت دماؤه كما أراد عبان. وعاد «عمر بوداود» بذاكرته إلى أيام رئاسته فيديرالية الجبهة في فرنسا بكل فخر، حيث يروي كيف أن قيادة الثورة حددت مهمته في ثلاثة عناوين رئيسية، هي مراقبة الجالية الجزائرية في فرنسا، القيام بعمل مسلح في الداخل الفرنسي، وتدعيم الخزائن بالأموال اللازمة. واستطاعت الفيدرالية يقول «عمر داود»، الاضطلاع بمهماتها المحددة على أكمل وجه، حيث قامت باستمالة الجالية الجزائرية إلى الأفلان بعدما كان أغلبهم متأثرين ب «مصالي الحاج»، كما نقلت الثورة إلى الداخل الفرنسي من خلال تفجيرات «موربيان» الشهيرة، إلى جانب ذلك كانت الفدرالية تؤمن 80 بالمائة من مصاريف الحكومة الجزائرية المؤقتة. من جانبه، أشاد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، بالمجاهد الكبير «عمر بوداود»، الذي اعتبره صديقه في الكفاح والنضال، وهرما من أهرامات الثورة، لأنه قاد منظمة ثورية في بلد العدو رغم كل ما يتطلبه هذا العمل من شجاعة وثبات، وقد أثبت «عمر بوداود» يضيف الوزير أنه ذكي وصاحب برامج وخطط، واكتمل كل ذلك بفضيلة الصبر التي تميزه، فأضحى بذلك قائدا منتصرا».