''السفير الجزائري بالهند خذلني وأهملني''، هذا ما صرح به الموسيقي الجزائري وعازف آلة الباص رضوان نهار المدعو بريدو سلاوهاندب في حوار خصّ به ''الجزائر نيوز''، حيث انتقد بشدة موقف الدبلوماسية الجزائرية بالهند من قضيته، مؤكدا أنها لم تتدخل منذ يوم اعتقاله في 11 ماي وقضائه 17 يوما داخل السجن. وحسب اريدو سلاوهاندب، فإن السفير التزم الصمت ولم يتدخل لمساعدته، وأكد أنه واجه قضيته لوحده بمساعدة محاميه الهندي وبعض العائلات الهندية. بداية، هل بإمكاننا أن نعرف وضعيتك النفسية بعد مغادرتك الهند ودخولك الجزائر؟ أنا أتواجد في حالة نفسية جيدة جدا، وهذا ليس فقط عندما دخلت أرض الوطن، بل خلال تواجدي في الهند كنت في حالة نفسية جيدة ولم أتعرّض إلى أي صدمات، صراحة لم يؤثر عليّ السجن من الناحية النفسية، والحمد الله على كل شيء. هل بإمكاننا أن نعرف الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اعتقالك من طرف الأمن الهندي؟ كنت في رحلة سياحة إلى الهند، وعثرت في الأرض بإقليم رجستان على رصاصة غير مستعملة، احتفظت بها لتكون ذكرى زيارتي لهذا البلد، وبعدها قررت ومن كان معي تغيير الإقليم والتوجه على متن طائرة إلى إقليم آخر بداعي السياحة دائما، لكن شرطة المطار بمنطقة خاجوراهو اعتقلتني بعدما عثروا في أغراضي الشخصية على الرصاصة، وتوبعت قضائيا بتهمة حيازة رصاصة غير مستعملة، حيث أدخلوني السجن وقبعت هناك 17 يوما. وكيف قضيت 17 يوما داخل السجن؟ قضيت هذه المدة كسجين مثل كل السجناء، كنت الجزائري الوحيد من أصل 351 سجين هندي، كنا في سجن بمنطقة لا تقل درجة الحرارة عن 45 درجة، فلم يكون سهلا الاحتمال، والكل يعرف وضعية السجون، لكن الحمد لله كل شيء جرى على ما يرام، وما أريد الإشارة إليه هو أني عوملت معاملة جيدة من طرف إدارة السجن، ولم أتعرّض لأية ضغوطات أو مضايقات. هل تدخل السفير الجزائري بالهند لمساعدتك؟ والله أتأسف كثيرا لموقف السفير الجزائري بالهند، وبكل الدبلوماسية الجزائرية هناك، فلا أحد تدخل لمساعدتي لا من قريب ولا من بعيد، بل أهملوني وتركوني أواجه الأمرّين لوحدي. السفير خذلني فلم يحرك ساكنا في قضيتي، فهو لم يتدخل لدى محافظ المدينة ولا لدى وزير العدل على الأقل لطلب الإفراج المؤقت لي إلى يوم أن أحاكم. ولعلمكم فقد اعتقلت يوم 11 ماي على الساعة الواحدة، وفي الساعة الخامسة اتصلت بالسفير الجزائري وأخبرته بقضيتي وطلبت منه المساعدة، لكن لم يتدخل ولم يقم بأي مجهود لإيجاد حل لقضيتي، ولو تدخل لما بقيت كل هذه المدة في الهند. وأكثر من ذلك طلبت تدخله لتقريب مدة المحاكمة لكن لا حياة لمن تنادي، حقيقة هذا الموقف مخيب للأمل. لكن بعض الصحف الوطنية الجزائرية نشرت معلومات تؤكد أن مسؤولي السفارة الجزائرية بالهند تحركت واتصلت بالسلطات الهندية لمساعدتك، ما رأيك؟ صحيح، لقد سمعت بهذه المعلومات، لكن كاذبة وملفقة، وأنا أؤكد أن كل من يقول إن السفير الجزائري تدخل لمساعدتي فهو كاذب، ولا يوجد أي مسؤول بالسفارة الجزائرية بنيودالهي قدم لي يد المساعدة، لا أحد منهم تدخل، بل خذلوني كلهم. وأنا أعتبر هذه التصريحات التي روّج لها مسؤولو السفارة الجزائرية بالهند مجرد أكاذيب لتغليط الرأي العام والتهرّب من المسؤولية، لأنها أهملت رعية جزائرية تعرّضت للاعتقال في بلد أجنبي. إذن، كيف استعدت حريتك وأفرج عنك وتم تبرئتك من التهم المنسوبة إليك رغم أن القضية جد حساسة؟ كل شيء حدث بفضل الله، فلم يكن أي جزائري وجدته إلى جانبي بالهند، بل وجدت الشعب الهندي إلى جانبي وساندني كثيرا. ويعود الفضل في الفصل في قضيتي إلى المحامي الهندي المدعو بوان ميشيرا الذي تكفل بقضيتي وساعدني منذ يوم اعتقالي، حيث قام بكل شيء لأجل أن يؤكد براءتي. في البداية، نجحنا في الحصول على الإفراج بدفع كفالة بعد قضائي ل 17 يوما، وكنت مضطرا للانتظار إلى غاية يوم محاكمتي لأنه ممنوع عليّ مغادرة التراب الهندي. وفي المحاكمة الأخيرة، أصدر القاضي حكم الإفراج النهائي والبراءة من التهم المنسوبة إليّ، حيث حدث كل شيء بطريقة عادية، دون ضغوطات ولا تجاوزات. رحلتك وسجنك ومكوثك في الهند جعلتك دون شك تكتشف أمورا لم تكن تعرفها عن هذا البلد، فهل بإمكاننا أن نعرف بعضها؟ بطبيعة الحال، اكتشفت أمورا جديدة وكثيرة، فرغم أني تعرّضت للاعتقال إلا أني اكتشفت أشياء كثيرة، ولعل الشيء الذي أثر في نفسي كثيرا هو طبيعة الشعب الهندي، فقد أثبت أنه شعب كريم ومضياف ويحب الحياة، فقد وقف معي الكثير من سكان الهند ولم يتركوني ولو للحظة، بل الكل كان يقترح عليّ أن أكون في بيته ومع عائلته، تكفلوا بي كليا ولم يتركوني أشعر أني وحيدا رغم الإهمال الذي تعرّضت له من طرف الدبلوماسية الجزائرية، صراحة الشعب الهندي قدم لي درسا حقيقيا في الإنسانية والتعامل مع الأجانب، تلقيت احتراما كبيرا وتعاطفا قويا. أنت الآن في بلدك وطويت قضيته في الهند، فماذا عن المجال الفني والموسيقى؟ أنا الآن في فترة راحة لمدة أسبوع، وبعدها سأعود إلى الفن والموسيقى، ولديّ عدة حفلات خلال شهر رمضان مع العديد من الفنانين على غرار بعزيز وفرقة أبرانيس... وغيرهم.