مع إعلان منظمة الصحة العالمية ''أنفلونزا الخنازير'' وباء عالميا، وفي انتظار توفر اللقاح الذين يبشرون به في مطلع الخريف المقبل، بدأ الأطباء حملات توعية للمواطنين، من أجل الحد من انتشار الوباء ومخاطره، ومن بين ما أوصوا به الناس، ضرورة غسل اليدين مرة كل نصف ساعة تقريبا، مع التقليل من مصافحة الغرباء قدر الإمكان· ولئن كان إجراء غسل اليدين غاية في البساطة من الناحية النظرية، فإنه وبالنظر إلى المعطيات الميدانية، قد يكون أمرا مستحيلا، ودراسة علمية جديدة تؤكد أن الأطباء والممرضون أنفسهم، لا يحرصون على غسل اليدين في الحالات العادية، وأن نحو ربع عددهم لا يفعلون ذلك حتى عند خروجهم من المراحيض، دون أن نسأل إن كانوا يحرصون على تنظيف المراحيض نفسها بعد أن ''يفعلوا فعلتهم''· ويبرر عدد كبير منهم أن عدم غسل اليدين يعود إلى انعدام النظافة في الأحواض الخاصة بذلك، وهو العذر الذي يشبه كثيرا الذنب، وقد يكون أقبح منه، فإذا كان الطبيب نفسه لا يحرص على النظافة وهو المثقف صاحب الشهادة العلمية الكبيرة، فكيف بعامل بسيط لا مستوى له أن يقوم بذلك، ولا يعني هذا إعطاء مبرر للأوساخ والقمامات التي تتراكم عند مغاسل ودورات المياه· والطبيب الذي لا ينظف يديه عند الإقدام على الجراحة، لا عجب إن نسي ''سندويتش كومبلي'' الذي يتناوله وهو يقوم بعمله، أو قطعة البيتزا، وعند الانتهاء من العملية تجده متحسرا، لا على المريض المسكين الذي ابتلع السندويتش من بطنه عوض فمه، بل على السندويتش نفسه، وشر البلية ما يضحك·