تعقد جبهة التحرير الوطني جامعتها الصيفية فور دخول الأمين العام عبد العزيز بلخادم من عطلته، ابتداء من العاشر أوت على مدار ثلاثة أيام بفندق الأزرق الكبير بتيبازة، بينما بات من المؤكد ضبط عقارب الجامعة على ساعة الانتخابات المحلية، التي ستدور محاورها حول المحليات القادمة ''الموعد الذي من شأنه إعادة الحراك للحزب خاصة مع تثبيت توجه إلغاء الفرصة الثانية أمام مترشحين سبق وأن انتخبوا ولم تكن حصيلتهم إيجابية''. قد لا يعمّر صفاء ذهن الأمين العام عبد العزيز بلخادم طويلا، لدى عودته من إقامته الخاصة بمرسى بن مهيدي بتلمسان، حيث اعتاد على قضاء عطلته الصيفية هناك، إذ سيصطدم بأول موعد ساخن وهو التحضير للانتخابات المحلية والتي تكون بوابتها، الجامعة الصيفية حيث سيقيمها الحزب هذه المرة بتيبازة أيام العاشر،11 و12 أوت المقبل، ومن المرجح أن يحتضنها مركب ''الأزرق الكبير''. وقد يتعكر صفاء ذهن بلخادم بسبب الجدالات الواسعة التي ستثيرها قوائم الترشيحات للمحليات، خاصة وأن التحضير للموعد سيعرف إقصاءات عديدة، يقول الأمين الوطني المكلف بالاعلام، قاسة عيسي في تصريح ل ''الجزائر نيوز''، ''سيطال ضعاف الحصيلة''. ويرى قاسة عضو المكتب السياسي، أن التحضير للانتخابات المحلية في جبهة التحرير لن يخرج عن المعادلة الثلاثية ''إعادة ترشيح أصحاب الحصيلة المتميزة حفاظا على التجربة والخبرة وإقصاء غير الموفقين وإدماج النخبة من المترشحين''. لكن التقييم في جبهة التحرير الوطني كثيرا ما كان مصدرا لتفجير الهزات المزلزلة الداخلية، إذ يرى كثيرون في المواعيد الانتخابية كما جرت العادة أن المشرفين على ضبط القوائم إما أنهم ليسوا في مستوى المهمة وإما أنهم مصفو حسابات مع المناضلين وإما يتعاملون مع القوائم بمنطق المحسوبية والموالاة والشكارة كما أضحت الظاهرة ملازمة للحزب العتيد عند كل موعد انتخابي، وهي الخلفية التي كثيرا ما فجّرت خلافات ومعارك حقيقية وصلت إلى حد سيلان الدماء وانشقاقات خلقت حتى تشكيلات سياسية جديدة. وإذا كانت قيادة الأفلان قد اعتادت على من يسوق هذه ''الاتهامات'' ضدها وأصبحت تتكيف معها بشكل عادٍ على خلفية أنها ''شر لابد منه'' مع كل انتخابات، فإنه من جهة أخرى تعترف أنها تواجه ''مشاكل عويصة في الوصول إلى نسبة إشراك المرأة (30 بالمائة) في القوائم تحسبا للانتخابات المحلية''، يقول قاسة عيسي. وتبدو الجبهة بالمقابل أكثر ارتياحا مع عنصر الشباب، إذ يقول محدثنا ''الأفلان سيقوم برفع نسبة الشباب ضمن قوائم الترشيحات للانتخابات المحلية إلى أكثر من 25 بالمائة وهو سقف النسبة التي وصلنا إليها في التشريعيات الماضية''، لكنه لم يحدد التقديرات التي ترمي إليها القيادة بخصوص النسبة المتوقعة لعنصر الشباب ضمن المحليات المقبلة. ويبدو من خلال برامج التكوين التي سطرها الحزب لاستقطاب الشباب وإعدادهم لمعركة المحليات، أن هناك إصرارا على رفع نسبتهم خلالها، إذ برمجت الجبهة دورات تكوين للشباب في عين الدفلى، بومرداس، القليعة، العاصمة، غيليزان وبرج بوعريريج إلى غاية سبتمبر المقبل، منها ما سيُشرف عليها الأمين العام شخصيا.