رغم تطمينات صاحب الشأن العظيم إلا أن سي أحمد الذي اكتوى بنار السلطة أكثر من مرة لم يرتح للكلام الذي يسمعه وبقي ينظر إلى السماء المدخنة بضباب السيجار.. قال له صاحب الشأن العظيم.. يا سي أحمد وين رايح نلقاو خير منك؟ كلش متوفر فيك وزيد أنت وليد الدار من بكري وعمرك ما عصيت أمر ولا قلت تعبت. جاوبه سي أحمد.. وهؤلاء الذين استدعيتهم مثلي مثلهم ويجلسون في قاعة الانتظار أليسوا هنا من أجل كعكة الحكم؟ دوّر صاحب الشأن العظيم سيجاره بين يديه وقال له.. كعكة الحكم؟ وهل تظن أن أحدا منهم يستطيع أن يأكل منها؟ قولي أنت تشوف بلي بوجرة وبوشاشية ولويزة كما أنت؟ أجاب سي أحمد.. لقد رأيت علامات البهجة على لويزة وهي تخرج من عندك وقلت أكيد أنك وعدتها بما ستعدني وهذا الغول الجديد الذي يفعل الأفاعيل بحزبه لست أفهم من أين يستمد قوته؟ نظر صاحب الشأن العظيم لأويحي نظرة ثاقبة وكأنه بدأ ينزعج منه وقال له إذا كنت أنت من يتوجس من لويزة وغول فماذا تركت للبقية؟ كنت نظنك راجح العقل وسريع البديهة ولكن واقيلا الطمع فالكرسي خلاك تفكر كما هوما، شوف يا سيدي.. لويزة راك تعرف من بكري تلعب ولوكان ما نفرحوش قلبها بزوج كليمات تولي تقول نلعب ولا نحرم واحنا ماراناش قادرين على الشوشرة في هذا الوقت، أما غول فهذي قصة أخرى.. حبيبك بوجرة كان لازم يتكسر ظهروا وماكاش خير من واش راه صاريلو ولالا؟ قال أويحي.. راه يقول في موريتي بلي وعدتوه باش يكون رايس؟ قهقه صاحب الشأن العظيم عاليا وقال خليه يقول واش يحب.. لي تلفتلوا يقول بلي راني مأمور. ثم التفت لسي أحمد الغارق في الكلام وقال له.. شوف لحد الآن ما كاش خير منك وأنت متأكد من هذا وما تقلقش روحك بزاف راهي يدك فالطبخة من بكري. تنحنح أويحي وقال.. لا أدري لماذا أنا خائف...للمرة الأولى أحس بهذا الشعور.. واقيلا صح الحكم واعر وأنا كبرت. رد صاحب الشأن العظيم بحزم.. ما كبرت ماوالوا البلاد لازم يحكموها غير لكبار ولالا؟