مصطفى نويصر (أستاذ في التاريخ المعاصر): بحث جابي اجتهاد «أعتقد أن البحث الذي قدمه الأستاذ جابي يدخل في باب الاجتهاد، إذا علمنا أنه في الجزائر لم ندخل بعد مجال دراسة الثورات العربية. شخصيا، اطلعت على ما صدر في بعض الأقطار العربية، فوجدت كماً هائلا من الكتب تحدثت عن إشكالية ثورة الشارع العربي. وقد اختلف كثيرون أيضا حول الطرح الذي ذهب إليه جابي، إذ يرى المخالفون أن ما حدث في أوطاننا هو نوع من المؤامرة، بينما يقول الباحث الجزائري إن نظرية المؤامرة ليست أساسية في هذا الشأن». عبد القادر محمودي (أستاذ علوم سياسية): الشارع العربي يعاني نزاعا وليس ثورة «بداية، تبدو لي عبارة «ربيع عربي» وكأنها كلمات على الموضة، استوردناها من الخارج دون التمعن في مقصدها. وفي رأيي ما يحدث فعلا في البلدان العربية هو مجرد نزاعات داخلية وليست ثورات، سواء كان ذلك في مصر وتونس وليبيا وسوريا. وعلى ضوء هذه الأحداث علينا بسؤال: لماذا التغيير؟ والإجابة تكون بأن الوطن العربي لا يتحكم فيه العرب سواء أكان حاكم أو محكوم. وقد تحدثت عن موضوع ضرورة التغيير في 2004 عندما قدمت أطروحتي مفادها أن العولمة هي مرادف لنهاية العرب. لكن في 2010 رأيت أن العرب يعودون للواجهة كما طائر العنقاء الذي يولد من رماده. ومع ذلك لا يجب المبالغة في نظرية المؤامرة كما لا يجب إهمالها أيضا». أحمد حمدي (أستاذ علوم الإعلام والاتصال): الجزائر ليست تونس ولا مصر «المصطلح مسألة مهمة جدا في الربيع العربي. وأول من طرحه كما تعلمون هي الصحافة الفرنسية، من خلال تصريحات برنار ليفي، وسرعان ما تبنتها وسائل الإعلام العربية. من جهة أخرى، أرى الثورات أنها ترجمة لمصطلح الفوضى الخلاقة الأمريكية. من جهة أخرى، حالة الجزائر تختلف عن الحالة المصرية أو التونسية، ولفهم ذلك يجب العودة إلى مسار تكوين الدولة الجزائرية الحديثة، التي جاءت نتاج صراع عنيف مع الاستعمار الفرنسي. أما القول إن الجزائر عرفت ثورة أولى في 5 أكتوبر 88 فكل المعطيات آنذاك كانت تقول إن ما حدث أفرز مرحلة انتقالية من نظام إلى نظام آخر». نور الدين جباب (أستاذ فلسفة): نحن في مرحلة مخاض «نحن في مرحلة نهاية مرحلة، حيث الفكر العربي لم يستوعب بوادر المرحلة التي نحن بصدد تدشينها. في اعتقادي لا يجب التقليل من أهمية العامل الخارجي، إذ مازال موجودا وسيبقى على شاكلة ما ذهب إليه المفكر كارل ماركس حين تحدث عن «مرحلة المخاض» التي تعني القديم الذي يمت والجديد الذي لم يولد بعد».