الثورات الشعبية العربية تكني كذلك بالربيع العربي نسبة إلى كون من يديرونها شعوبا من العرب وليس من الفرنج على الأقل كما يزعم المؤمنون بنظرية المؤامرة!وعندما يضيف آيت العربي وهو محامٍ معروف، في معرض حديث له عن حرية الصحافة (والسخافة) للثورات العربية، صفة الأمازيغية فإن ذلك يمثل إضافة قد تكون مفيدة وتصحيحا لمسار بدأ يشق طريقة في الانحراف والتحريف !أول ثورة شعبية عربية حدثت في تونس تلتها ثورة مصر، والتوانسة كما يعرف الجميع عرب يقرأون في كتب التاريخ: البربر هم السكان الأصليون لشمال إفريقيا، والقرية الوحيدة التي يوجد فيها البربر تدعى مطماطة على الحدود مع ليبيا وهي تعد مزارا بالنسبة لهم لرؤية ''كرمة'' جدي المشرفة على الاندثار!أما ثاني ثورة عربية ناجحة فهي ثورة مصر· والمصريون، كما أفهمنا الإعلام الرياضي في معاركة مع أم الدنيا بمناسة المونديال الفارط، ينحدرون من أصول فرعونية، وأن البرابرةلقادمون مثلما أسسوا قاهرتهم كما تذكر كتب التاريخ!لكن البربر يوجدون بنسبة مرتفعة أكثر في ليبيا، وهي دولة مازالت تعيش مخاض الثورة· وإذا أضفنا الى ذلك أن أصول البربر لمن هو مازال مولعا بالبحث في القشور من اليمن (غير السعيد بصالح)، وهي نظرية يرفضها الفرانكفون جملة وتفصيلا، يكون من حق محامينا أن يضيف صفة الأمازيغية أو البربرية إلى الثورات العربية!وهذا المسعى، أي إضافة صفة الأمازيغية، قد يكون أكثر إلحاحا مع شوق عدد كبير من المعربين لتقديم أنفسهم أمام العالم على كونهم أصحاب أم الثورات العربية من أرض الكنانة انطلقت ولولاها لما تحررت شعوب عربية أخرى أو تسير في طريق التحرر· وهذه المغالطات ليست جديدة فالمصريون ظلوا يقولون لنا دائما إنهم أول، عربيا، من أسسوا دستورا للبلاد وجريدة، وهو ادعاء غير صحيح لأن تونس ومعها البربر سكان شمال إفريقيا الأصليون سبقوهم!