بعد أن ملأ بطنه بالأكل والشراب وضع حماري قدما على قدم وأشعل التلفزيون الذي يبث كل شيء ولا شيء في نفس الوقت. قال.. توحشت الرئيس أين هو من عيد الاستقلال لم أره؟ اندهشت لكلامه وقلت.. وهل وصل بك الحد إلى الانشغال بشؤون الرئيس والتطفل عليه؟ رد ناهقا.. مادام الرئيس لا يشتاق للشعب لا نملك سوى أن نشتاق نحن؟ قلت.. يبدو أن هذا الغياب سيأتي بعاصفة قوية. قال.. تقصد أنه سيغير وجوه الحكومة التعيسة؟ قلت ساخرا.. لا أدري ولكن الغليان في كل مكان وكل مؤسسات الدولة شاغرة وخاوية على عروشها. قال.. الصيف صيف والناس تعطل يا عزيزي. قلت.. ولكن هل يعقل أن تسير البلاد بقدرة قادر سبحان الله اكتشفت أن البلاد بحكومة والبلاد بلا حكومة نفس الشيء. قال ناهقا.. وهل كنت تظن أن هناك فرقا بين الحالتين؟ قلت.. الأخبار كانت تبين لنا الوزراء يدشنون مشاريع نص نص ويتفقدون مناطق نص نص وكنا نظن أنهم يعملون ولكن حتى عندما غابوا لم يحدث أي شيء وكل شيء بقي نص نص. قال مستهزئا.. للجزائر رب يحميها وقد تعودنا على حالات الشغور هذه في كل شيء والمشاكل التي نتخبط فيها جعلتنا نفكر فقط في أمورنا البسيطة ولا يمكن أن نشغل فكرنا بأمور أكبر حتى لا نقلقهم ولا نزعج راحتهم. قلت.. دعك من هذا، قريبا ستأتي عاصفة الانتخابات المحلية وسوف تعود الوجوه البائسة للظهور والتحلال شئت ذلك أم أبيت وستذهب أنت أيها الحمار لتدلي بدلوك وتختار رئيس بلدية يمثلك ويهتم بانشغالك. أطلق حماري نهيقا طويلا وقال.. والله لن يحدث هذا أنا دائما مثلت نفسي بنفسي واسأل من تشاء من الشعب سيقول لك نفس الكلام.. نحن لسنا من جماعة نص نص.