هذه الوجوه التي تحاول إقناعنا بأنها الأفضل والأحق للوصول للبرلمان هي نفسها التي قالت لنا الكلام نفسه قبل خمس سنوات مضت ولم نر منها سوى البؤس السياسي الذي تطور واستفحل، فأنتج فسادا مقننا وتحالفا تعالف على الشعب حتى خلع نفسه بنفسه· ضحك حماري مليا أمام عبارة خلع نفسه بنفسه وقال ناهقا·· أنت تقصد جماعة الأفلان والراندو وحمس، والله لم أفهم كيف احتملوا بعضهم البعض تحت راية واحدة كل هذه المدة؟ قلت ساخرا·· ومن قال لك إنهم كانوا تحت راية واحدة؟ كل منهم كان في واده ولكن أوهمونا أنهم اجتمعوا من أجل تحقيق مصالح الشعب التي بقيت كما كانت· قال·· فعلا هذه مميزات السياسة التي توهمك بشيء والحقيقة شيء آخر تماما، لكن هل يمكن لهؤلاء أن يجتمعوا مرة ثانية رغم طلاقهم ورغم زواج حمس بغيرهم· قلت مستهزئا·· السياسة كلها بلا أخلاق وهم سياسيون بامتياز في هذا المجال يمكنك أن تتخيل ما تشاء لدرجة أن حمس يستطيع الجمع بين كل الأحزاب السياسية مادام يطبق الشريعة ولا يخرج على النص· أطلق حماري نهيقا يحمل من الخبث الكثير وقال·· تقصد إذا تحققت أمنية أبو جرة وفاز بالبرلمان واستفرد به فإنه لن ير حرجا في أن يُدخل أويحيى وبلخادم وجاب الله ولويزة تحت برنوسه، وبهذا يكون طبق أول خطوة في الإسلام وهي التعدد، وبهذا سيكون قد خفف من مشاكل الضرائر ويترك غول يتفرغ بكل أريحية للخطوات الأخرى التي طبعا تدخل تحت إطار الشريعة· قلت والضحك يغلبني·· ماذا لو لم يتحقق ذلك وفاز بلخادم بالأغلبية هل سيحنّ إلى أيام ''التعالف'' ويرد حمس والراندو إلى بيت الطاعة؟ قال ساخرا·· كل شيء محتمل مع هؤلاء، ولكن أغلب الظن أن التحالفات هذه المرة ستكون على معايير غير التي من قبل، لأن التراشق الذي حصل بين أحزاب التحالف الرئاسي بعد الطلاق لم يكن مشرفا ولا لائقا بأحزاب تدعي أنها كانت حريصة أن تطبق برنامج الرئيس لصالح الشعب· قلت·· السياسة لا معادلات فيها وهذا ما يجعلهم يعدون ولا يوفون بوعودهم، يكذبون دون حرج ودائما يعودون للساحة وكأنهم لم يمروا عليها من قبل وهذا ما يجعلنا نترقب ما سوف يحدث من مهازل سياسية ستكون مضحكة ومبكية في الوقت نفسه·