كشفت النقابة الوطنية لعمال التربية أن قطاع التربية يعيش وضعا كارثيا خطيرا من كل الجوانب البيداغوجية، الاجتماعية والمهنية، منها بقاء المئات من التلاميذ المعوزين دون محافظ ولا كتب بسبب عدم صرف منحة 3 آلاف دينار، إضافة إلى مشكل الاكتظاظ الذي أرهق التلاميذ والأساتذة والأولياء، وكذا النقص في التأطير بسبب عدم تعيين الكثير من الأساتذة والمعلمين. أكدت النقابة الوطنية لعمال التربية، في تقرير لها حول الدخول المدرسي 2012 2013 الذي مر عليه أكثر من أسبوعين، أن عددا كبيرا من التلاميذ لا يزال بلا محافظ ولا أدوات مدرسية ولا كتب، حيث أن أغلبهم حسب التقرير الذي تحصلت “الجزائر نيوز" على نسخة منه، لا يزالون ينتظرون منحة ال 3 آلاف دينار التي لم يتم تسلمها إلى غاية الساعة في العديد من المؤسسات التربوية عبر الوطن، خاصة في ظل الغلاء الذي تعرفه الأدوات المدرسية والكتب. من جانب آخر، كشف التقرير ذاته أن العديد من المدارس تعاني من نقص التجهيز من طاولات وكراسي وأبواب ونوافذ...، مشيرا إلى أنه لم تبق إلا صور وهياكل بعض المقاعد والمنضدات يستغلها التلاميذ تارة واقفين وأخرى متكئين تضمهم أفواج مكتظة عن آخرها، وفي هذا الإطار حمّلت النقابة مسؤولية الإكتظاظ الذي تشهده المدارس، لوزارة التربية الوطنية التي حسب التقرير فضّلت الحلول الترقيعية عوض إجراء دراسات استشرافية قبل أربعة أعوام، حيث تم نقل التلاميذ إلى مؤسسات التعليم المتوسط وكذا الإبتدائي والعمل بنظام الأفواج الدوارة وإجبار الأساتذة على إكمال النصاب دون ضمان التنقل، وقد حذرت النقابة الوصاية من مغبة لجوئها إلى حلول ترقيعية جاهزة تثير غضب الأولياء وتتسبب في إرهاق وانهيار أعصاب المدرسين بل تعود على التلاميذ بجني ثمار الخيبة والفشل، مؤكدة أن عدم اشراك النقابات وجمعية أولياء التلاميذ في حل هذه المعضلة سوف يجعل الوصاية في مأزق وموقف لا تحسد عليه. من جهة أخرى، أكد تقرير النقابة أن الدخول المدرسي عرف أيضا مشاكل كبيرة في الجانب البيداغوجي، حيث لحد الآن لا يزال العديد من الموظفين لم يعينوا منذ مطلع السنة، وأغلبهم من المدرسين والمساعدين والعمال، الذين تاهوا حسب التقرير في أروقة مديريات التربية التي تعج بالحركة على غير العادة... أما بالنسبة لمسابقات التوظيف، فقد أكدت نقابة عمال التربية، أنه بالرغم من التسهيلات التي اتسم بها قانون تنظيم المسابقات على أساس الشهادة وبالنظر لليونة المفرطة التي جاءت بها تعليمة الوزير الأول، إلا أن النقابة طلبت من الوزير بابا أحمد فتح تحقيق جاد حول الكوارث التي عرفتها مسابقات توظيف الأساتذة للموسم الدراسي 2012 2013 في الولايات التي عرفت العديد من الاحتجاجات والاعتصامات. وقد دعت النقابة وزارة التربية الوطنية إلى ضرورة إجراء حركة جزئية في سلك مديري التربية والأمناء العامين بما ينسجم وتطلعات المرحلة القادمة، وكذا التعجيل بحل الملفات العالقة خاصة منها ملف الأمراض المهنية، الحد من ظاهرة الفائض وتوحيد معايير بناء الخرائط التربوية والإدارية وطنيا، استدراك نقائص القانون الخاص وإعادة الاعتبار للرتب سالفة الذكر.