تحتل السيدات الأولى، أي زوجات الرؤساء أو شريكات حياتهم مكانة مرموقة في بلادهن، هذه قاعدة عامة ولكنها تكتسب قدرا من الخصوصية عندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدةالأمريكية، فما هو الدور الحقيقي للسيدة الأولى في البيت الأبيض وما هي حقيقة نفوذها؟ ندعوكم في هذه الحلقات للغوص في كواليس البيت الأبيض عبر دور زوجات الرؤساء الأمريكيين وذلك انطلاقا من «مارتا واشنطن» زوجة الرئيس جورج واشنطن وحتى ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما. «هذه هي الفتاة التي أريد أن أتزوجها".. اعترف كارتر بهذه الحقيقة لوالدته بعد أول لقاء مع روزالين التي كانت صديقة وجارة لعائلته في بلينز بجورجيا. وتميزت بإيجابيتها ومشاركتها لزوجها في كثير من شؤون السياسة، حيث حضرت اجتماعات لمجلس الوزراء، وأشرفت على عدد من المناسبات الرسمية وقامت بدور المبعوث الشخصي للرئيس في بلاد أمريكا اللاتينية ووجهت اهتمام الشعب للفنون الكلاسيكية. زواج عن حب ولدت في 18 أوت 1927 في بلينز بجورجيا لوالد مزارع وميكانيكي ووالدة تصنع الملابس، وكانت أول طفلة من أربعة أطفال لوالديها وعندما بلغت ال 13 توفي والدها وعملت والدتها “خياطة" للإنفاق على الأسرة، وساعدتها روزالين في الحياكة وشؤون البيت باعتبارها الابنة الكبرى، ورغم ظروفها الصعبة أكملت تعليمها بمدرسة عليا والتحقت بكلية جنوب غرب جورجيا، وفي عام 1945 التقت لأول مرة مع جيمي كارتر الذي تخرج من الأكاديمية البحرية في نابلس وكانت عائلتها على علم بلقاءاتها المتكررة وتزوجا بعد قصة حب رومانسية عام 1946 وأنجبا كل من “جون وليام" في فيرجينيا و«جيمس ايرل" في هاواي و«دونل جيفري" في كونيكتيكوت، أما الابنة الوحيدة “ايمي لاين" ولدت فى جورجيا 1967. لكن رغم قصة حبهما وعلاقتهما المثيرة للإعجاب على الساحة السياسية، لم تكن تشاركه جميع قراراته، فعلى سبيل المثال اتخذ جيمي كارتر قراره المفاجئ في أوائل الخمسينيات من القرن الماضى بإنهاء مشواره في البحرية الذي استمر 11 عاما والعودة لدياره في بلينز بجورجيا لإدارة شؤون أسرته بعد وفاة والده بدون أي تشاور مع زوجته روزالين التي تحملت عنه طوال هذه الفترة مهاما صعبة. روزالين في سن الشباب كانت عضو مهم في حملته الانتخابية عندما دخل عالم السياسة 1962، وفاز بمقعد في مجلس الشيوخ عن جورجيا، وسافرت خلال حملته الانتخابية ولايات عدة، حيث أعلنت إيمانها بمقدرة زوجها على قيادة الدولة بأسلوب هادئ مقنع وساعدتها لباقتها على إدارة مهام روتينية ومشروعات خاصة. عند إلقاء جيمي خطاب القسم رئيسا للولايات المتحدة سنة 1977 كانت روزالين برفقته ترتدي الفستان نفسه الذي ارتدته قبل ست سنوات في أطلانطا عندما أصبح زوجها حاكما لولاية جورجيا. خلال رئاسة جيمي دعمت روزالين كل السياسات الداخلية والخارجية لزوجها ولم تقف عند هذا الحد بل كان لها دور مباشر عبر قيامها بعدة زيارات خارجية لتبحث في قضايا دولية وكأنها الرئيس نفسه. وأبرز زياراتها كانت لتايلندا عام 1979 عندما ترأست بعثة اميركية لمناقشة مشاكل اللاجئين الكبوديين واللاوسيين. كما أولت كارتر العناية الصحية أهمية خاصة ودافعت عن حقوق المرأة وحاربت عمالة الأطفال وكرست معظم وقتها لحماية حقوق المتخلفين عقليا والمعوقين. وأصبحت نائب رئيس مركز كارتر الذي أسسه مع زوجته في أطلنطا عام 1982 وهو منظمة غير ربحية تهتم بمنع الصراعات وحلها، وتعزيز الحرية والديمقراطية، ورعاية الشؤون الصحية في بقاع كثيرة من العالم، للترويج لثقافة السلام وحقوق الانسان وشاركت الرئيس في مشروعاته لحسم الصراعات وتحسين الصحة العالمية وترسيخ الديمقراطية في 65 بلدا، حيث تم اختيار زوجها رجل السلام في عام 2002 وحصل على جائزة نوبل في ذلك التاريخ نظرا لمجهوده في نشر عملية السلام في المنطقة وحلوله الديمقراطية لحل النزاعات الدولية المختلفة واحترامه الشديد لحقوق الإنسان في كل أنحاء العالم.