ما الذي يجعل جيمي كارتر وهو عجوز في الغابرين سيحتفل في أكتوبر القادم بعيد ميلاده الرابع والثمانين ينسى أحفاده وأبناء أحفاده وجمع مزيد من مذكراته ويطير إلى الشرق الأوسط لملاقاة خليفة حليفه أنور السادات وقادة حماس ليقضي آخر شهقة من العمر لأجل إسرائيل التي أمتعها منذ ثلاثين سنة بإخراجه لمصر من الصراع العربي الإسرائيلي إثر "محرقة" كامب ديفيد، وما الذي يجعل هيلاري كلينتون الحالمة بأن تكون أول امرأة تقود أمريكا وهي في عز رحلتها الدعائية للرئاسيات تقترح إنشاء درع دفاعي يشمل إسرائيل! وما الذي يجعل أوباما يقول أنه سيبذل حياته السياسية لتمكين إسرائيل من الدفاع عن نفسها! وما الذي يجعل كوندوليزا رايس تقضي زهرة عمرها في الشرق الأوسط حتى نكاد نجزم أن المرأة تعيش في القدس أكثر من واشنطن!.. هل توجد أدلة أكثر من هذا للبرهنة أن إسرائيل هي أشبه بالطفل غير الشرعي لأمريكا أو لنقل الأب غير الشرعي للولايات المتحدةالأمريكية أو العاصمة المتواجدة خارج الخارطة!حتى زوجات رؤساء الولاياتالمتحدة تُغرمن بإسرائيل وبحكام اسرائيل بدءا بزوجة كارتر السيدة روزالين سميت التي تعاطفت و(تعاشقت) مع بيغن، وزوجة رونالد ريغين الممثلة الحلوة آن نانسي التي كان تتودد للبشع شامير وانتهاء بهيلاري كلينتون التي يبدو أنها قد عقدت قرانها الاستباقي من الآن مع أولمرت وخليفته المحتمل نتنياهو الذي طمأن الأمريكان منذ يومين عندما قال بأنه في حالة عودته إلى رئاسة الوزراء في اسرائيل فإنه لن يكون معنيا بأي اتفاق يبرمه أولمرت مع السلطة الفلسطينية. الشائع في أمريكا أن الوصول إلى البيت الأبيض لا بد وأن يمر عبر الوعود العسلية للحب الأول والأخير إسرائيل، والشائع في أوطاننا العربية أن الوصول إلى الكرسي إذا لم يكن بالحديد والنار والتوريث فإنه لا بد وأن يمر بالوعود العسلية للمنسي الأول والدائم الشعب.. والشائع في أمريكا أن الرئيس بمجرد توليه الحكم يبدأ في تنفيذ وعوده الاسرائيلية ويساعده أبناؤه وزوجته وحاشيته ويواصل حتى وهو بعيد عن الكرسي كما هو حاصل مع جيمي كارتر وبوش الأب وبيل كلينتون.. والشائع أيضا عندنا أن الوعود تتبخر بمجرد الجلوس على الكرسي.. فما بالك بمغادرته!!