تحتل السيدات الأولى، أي زوجات الرؤساء أو شريكات حياتهم مكانة مرموقة في بلادهن، هذه قاعدة عامة ولكنها تكتسب قدرا من الخصوصية عندما يتعلق الأمر بالولاياتالمتحدةالأمريكية، فما هو الدور الحقيقي للسيدة الأولى في البيت الأبيض وما هي حقيقة نفوذها؟ ندعوكم في هذه الحلقات للغوص في كواليس البيت الأبيض عبر دور زوجات الرؤساء الأمريكيين وذلك انطلاقا من «مارتا واشنطن» زوجة الرئيس جورج واشنطن وحتى ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما. باتريشيا ريان نيكسون “بات نيكسون" ولدت في نيفادا سنة 1912 وانتقلت عائلتها الى كاليفورنيا واستقرت في مزرعة صغيرة قرب لوس انجلوس ، اسمها الحقيقى باتريكا وهي من أصول ألمانية من جهة الأم، أما والدها من أصل إنجليزى لكنه ولد فى أمريكا. وماتت والدتها فى سن ال13، فتفرغت للمهام المنزلية تجاه والدها وأخويها وفي سن ال 18 فقدت والدها لكنها تغلبت على الصعاب وأكملت تعليمها بجامعة كاليفورنيا وعملت بعض الوقت فى محل أزياء وبالسينما وتخرجت عام 1937 ثم عملت مدرسة بمدرسة عليا في ويتر، وهناك قابلت ريتشارد نيكسون عندما كان في الخامسة والعشرين من العمر وريان في السادسة والعشرين، والتحقا بفرقة مسرحية واحدة وكانا يقومان بتجربة الاداء للمشاركة في مسرحية بعنوان “البرج المظلم" في مدينة وايتير في جنوب كاليفورنيا عام 1938 وكان نيكسون مفتوناً بباتريشا، وكتب لها في إحدى رسائله: “كل يوم يمر أشعر بأنني أريد أن أراك وأكون معك، ومع ذلك فأني لست أنانياً ولا غيوراً".وتزوجا في21 جوان 1940. السيدة الأولى خلال الحرب العالمية الثانية ، عملت بوزارة الاقتصاد بينما خدم زوجها في البحرية وساندت حملته عام 1946 عندما دخل عالم السياسة ونجح في الكونغرس ثم انتخب عضواً بمجلس الشيوخ وصار نائبا للرئيس ورغم متطلبات الحياة الرسمية، قاما بدور الوالدين لابنتيهما تريسيا وجولي، وعندما فشل في الترشح للرئاسة عام 1960 كادت تعتزل الحملات وساندته عندما حاول مرة ثانية سنة 1969 وفاز برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وشاركت زوجها رحلاته للخارج أثناء توليه منصب نائب للرئيس ثم رئيس وكانت أولى رحلاتها الانسانية للحصول على مواد اغاثة لضحايا زلزال بيرو وزارت افريقيا وامريكا اللاتينية كنائب رئيس رسميا. «بات نيكسون" كانت علاقتها مع زوجها -الذي يعد من أكثر الرؤساء إثارة للجدل- مريرة بسبب عصبيته الناتجة عن ولعه بالسياسة والانشغال بمعاركها حتى اللحظة الأخيرة بعكسها، حيث كان يعاني نيكسون مشاكل خطرة في تعاطي الخمر، لدرجة أنه كان يضربها باستمرار، قبل وأثناء وبعد توليه رئاسة الولاياتالمتحدة.علاقة الرئيس بزوجته بات كانت متوترة دائمًا، وقد كان الزوجان يستخدمان غرفتي نوم منفصلتين في البيت الأبيض، أما في المنتجع القريب من ميامي، الذي كان نيكسون يقضي فيه إجازته، فكانا يقيمان في مبنيين مختلفين. حتى أن المساعدين في البيت الأبيض كانوا يشيرون إليه ب«الرجل السكّير" . فضيحة “ووتر غيت" واجه الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون أزمة سياسية عاصفة عام 1974 بسبب فضيحة التنصت الشهيرة ووتر غيت، عندما قرر الرئيس نيكسون التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت. كان البيت الأبيض قد سجل 64 مكالمة، فتفجرت أزمة سياسية هائلة وتوجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس نيكسون. استقال على أثر ذلك الرئيس في أوت سنة 1974. و تمت محاكمته بسبب الفضيحة، وفي 8 سبتمبر، عفا الرئيس فورد عن نيكسون فيما يختص بكل الجرائم الفيدرالية التي يمكن أن يكون قد ارتكبها أثناء قيامه بعمله رئيسا للولايات المتحدة. وواجهت “مدام نيكسون" أياما صعبة بسبب فضيحة “ووتر غيت" بعزة نفس وكرامة مؤكدة حبها لزوجها، حيث ظلت ريان معه على طول الطريق، ولم تفقد ثقتها به، وكانت تعتقد ان البلاد هي التي خسرت عندما استقال زوجها من البيت الأبيض". وماتت في منزلها بنيو جيرزي في 22 جوان 1993 ولحق بها زوجها بعد 10 شهور ودفنا معا في كاليفورنيا .