النجم الأسطورة والمخرج المتميز، هكذا هو كلينت ايستوود المبدع السينمائي الذي استطاع أن يأتي من الأدوار الهامشية الصغيرة لينطلق إلى القمة ويتربع عليها، نجم من نوع مختلف.. يمثل ويكتب ويخرج وينتج وأيضا يحصد الملايين ومن قبلها الجوائز والخلود في ذاكرة ووجدان السينما. ولد كلينت ايستوود في 31 ماي 1930 في سان فرانسيسكو والده كلينتون ايستوود سي ان عامل صلب وحديد، وقد اضطر إلى الانتقال مع أسرته إلى أكثر من مدينة بناء على متطلبات عمل والده بالمصانع، وقد استقر بهم الحال في نهاية المطاف في كاليفورنيا، حيث التحق كلينت بمدرسة “ايدرمونت" حيث كان شغوفا بالألعاب الرياضية وكرة السلة على وجه الخصوص، بعدها انتقل للدراسة في مدرسة أوكلاند للتقنيات، وفي عام 1950 التحق بالجيش خلال الحرب الكورية وظلت طموحاته تتحرك في تلك الأطر الضيقة. وذات يوم في إحدى القواعد التي التحق بها، وبالذات قاعدة أورد كان يتم هناك تصوير عمل سينمائي، وقد لاحظه أحد المساعدين وسرعان ما رشحه لأحد المخرجين في التلفزيون. بدأ إيستوود في التمثيل بأدوار ثانوية قبل أن يحقق الشهرة في مسلسل الغرب الأمريكي “روهايداعزف ميستي من أجلي". والذي استمر من 1958 إلى 1964، بعدها مثل في “ثلاثة الرجل بلا اسم"، وخلال السبعينيات والثمانينيات بدأ يمثل عديد الأدوار وإن اقتصرت أغلبها على أفلام الغرب والأكشن بصفة خاصة، ومنذ التسعينيات بدأ يتجه نحو الأفلام الدرامية ومنها وما أكسبه أو رشحه للأوسكار والغولدن غلوب عدة مرات. كذلك فقد أخرج وأنتج معظم أفلامه، وقد أسست تلك الأعمال التي سميت وقتها بالويسترن سباغيتي أو الويسترن الإيطالي حيث أصبح ايستوود أحد أهم نجوم تلك الظاهرة السينمائية التي انطلقت من إيطاليا ليقدم أفلاما مثل “من أجل حفنة دولارات" (1965) ثم يقدم فيلمه الثالث في تلك الثلاثية مع فيلم “الطيب والسيء والقبيح"، وقد حقق الفيلم عوائد كبيرة في الأسواق الأمريكية على وجه الخصوص. ولأن ايستوود يعاني من الشفاه النحيفة، فقد اقترح عليه أن يضع “السيجار" في فمه لاحقا، لأن مظاهر الإغراء وقتها أن يكون الرجل ذا شفتين مكتنزتين، وهذا ما حصل معه في فيلم “رجل للاسم". وفي التسعينيات جاءت القفزات من جديد مع فيلم “صياد أبيض قلب أسود"، وفي عام 1992 يقدم تحفته “لا غفران" مع مورغان فريمان وبعده قدم “في مرمى النار" 1993، وتمضي التحف الواحدة تلو الأخرى حيث “جسور ماديستون كونتي" مع ميريل ستريب و«القوى الضاربة" أمام جيت هاكمان. ولا ننسى الجوانب الشخصية، إذ نشير إلى أن لديه سبعة أبناء من خمس زيجات، بالإضافة إلى علاقاته مع عدد من النجمات مثل كاترين دينوف وجيل بانر وجيمي روس وإنجار ستيفن وجواني هاريس وجين سبيرغ.. فاز كلينت إيستوود بجائزتي أوسكار عام 1993 عن فيلم “لن أتسامح" كأفضل مخرج وأفضل فيلم، وفاز كذلك في عام 2005 بجائزتي أوسكار عن فيلم “فتاة المليون" دولار كأفضل مخرج وأفضل فيلم، وتم ترشيحه للفوز بنفس الجائزة في 2007 عن فيلم رسائل من “إيوو جيما"، اشتهر كلينت بأدائه لدور الرجل الحازم، الخشن الطباع والحاد الذكاء في عدة أفلام منها سلسلة “هاري القذر" التي قام فيها بدور المفتش هاري كالاهان ودور الرجل الذي لا يحمل اسما في سلسلة ثلاثية الدولار سيرجيو ليون . يعتبر إيستوود رمزا للسينما الأمريكية، إن لم يكن رمزاً لأمريكا نفسها، استطاع أن يخرج قرابة ال 30 فيلما تنوعت بين أفلام الغرب والمغامرات والدراما وأيضا البعد السياسي.