يجري مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا الأخضر الإبراهيمي، محادثات في تركيا وسط تصاعد التوتر بين أنقرة ودمشق. ويطلع الإبراهيمي على الرواية التركية للأحداث من الجانب التركي خلال لقائه وزير الخارجية أحمد داود أوغلو. وتأتي زيارة الإبراهيمي بعد أيام من مقتل خمسة مدنيين أتراك في قصف عبر الحدود من الجانب السوري. على صعيد آخر، قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن عدد قتلى أعمال العنف التي تشهدها البلاد قد ارتفع ليبلغ 33,082 على الأقل. وأضاف المرصد إن الأيام الخمسة الماضية لوحدها شهدت مقتل 1000 شخص على الأقل. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد “إنها حرب حقيقية، إذ ليس هناك تعبيرا آخر لوصف ما يجري في سوريا". وقال المرصد إن 23,630 مدني على الأقل قتلوا منذ اندلاع العنف العام الماضي، بينما بلغ عدد القتلى في صفوف جنود الجيش السوري 8211 و1241 من الفارين من الجيش الذين التحقوا بصفوف المعارضة المسلحة. وقال عبدالرحمن إن هذه الأرقام لا تأخذ في الحسبان أولئك الذين لم يتسن التعرف على هوياتهم، ولا الذين اختفوا أو احتجزوا ولا يعرف شيء عن مصيرهم. كما لا تشمل الآلاف من أعضاء الميليشيات الموالية للنظام (الذين يعرفون “بالشبيحة") الذين قتلوا. ومطلع الأسبوع اعترض الأتراك طائرة متوجهة إلى سوريا وسط أنباء أن على متنها معدات دفاعية روسية. ونفت سوريا تلك الأنباء ووصفتها بالكذب وتحدت تركيا أن تقدم أي دليل عليها. ويلتقي الإبراهيمي وزير الخارجية التركي مساء أمس. وربما لا تكون تركيا في حالة حرب مع سوريا إلا أن دخولها في الصراع بجارتها يزداد حيث تتهم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تركيا والسعودية وقطر بتسليح المعارضين وهي تهمة تنفيها الدول الثلاث. كما تأتي زيارة الإبراهيمي لتركيا بعد يوم من لقائه المسؤولين السعوديين في جدة. ونقلت الأنباء عن وكيل وزارة الخارجية السعودية عبد العزيز بن عبدالله مطالبته “بالوقف الفوري لنزيف دم الشعب السوري". من جهة أخرى، أعلن ناشطون سوريون عن سيطرة المعارضة المسلحة في حلب على قاعدة عسكرية تابعة للقوات الحكومية قرب المدينة، فيما أعلنت وسائل إعلام محلية أن عناصر من الجيش النظامي دمرت شاحنات محملة بالأسلحة. وتقع القاعدة العسكرية شرقي حلب، حيث تصاعدت حدة القتال في الأشهر الأخيرة. جاء ذلك فيما تضاربت التقارير حيال شحنة الطائرة السورية التي أوقفتها تركيا، حيث أعلنت روسيا أنها كانت تنقل “شرعيا" قطع رادار. وقال رئيس الوزراء التركي في وقت سابق، إن معدات دفاعية روسية ضبطت على متن الطائرة، الأمر الذي نفته سوريا، متحدية تركيا أن تعرض صورا للمضبوطات.