اعتماد تدابير عاجلة لمكافحتها السمنة.. خطر يُهدّد الصحة العمومية بالجزائر 30 بالمائة من نساء الجزائر يعانين السمنة تحوّلت السمنة إلى داء العصر وباتت تمس مختلف الشرائح العمرية الأطفال والشباب والنسوة وأخذت منحى تصاعديا في الجزائر بسبب الأنماط الغذائية الخاطئة والإدمان على الوجبات الخفيفة المحشوة بالسكريات والملح والدهون والابتعاد عن الرياضة والخمول المنجرّ عن الاستعمال المفرط للتكنولوجيا.. هي كلها عوامل أدّت إلى تفشي السمنة وبدورها تسببت في أمراض مزمنة على غرار السكري والضغط الدموي وداء الكوليسترول وأمراض القلب ويصل خطرها إلى الإصابة بأمراض مسرطنة. نسيمة خباجة تحوّلت السمنة إلى داء بإجماع الأطباء والمختصين في التغذية وصارت موضوع الساعة بهدف اتخاذ تدابير عاجلة لمكافحتها والجزائر ليست في منأى عن هذا الخطر المهدد للصحة العمومية فالسمنة طريق ممهّد لحمل أمراض مزمنة وخطيرة لذلك يتخذ الأطباء والمختصون في الصحة تدابير عاجلة لمكافحتها على غرار الحملات التحسيسية وتغيير النمط الغذائي ووضع استراتيجية لضبط محتويات مختلف المواد الغذائية خاصة تلك التي تحتوي على سكريات مضافة التي تم الشروع فيها في بعض المواد على غرار المشروبات الغازية التي تعدّ سببا من أسباب السمنة لاحتوائها على السكريات وكذا أنواع البسكويت المحلىّ بحيث تتخذ التدابير للتخفيف من نسبة السكر فيه. السمنة تهدّد مختلف الشرائح مسّت السمنة مختلف الشرائح العمرية شباب وأطفال ونسوة بحيث يرتفع معدلها لدى النسوة حسب الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة إذ تشكل السمنة مشكلة صحية عمومية حقيقية وهي في طريق التفاقم مع التزايد المسجل بين البالغين وكذلك الأطفال والمراهقين مما ينتج عنها عدة أمراض كالسكري وضغط الدم وفي بعض الأحيان تؤدي إلى السرطانات حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة السمنة بلغت 30 عند النساء و14 عند الرجال و10 عند الأطفال وذكر وزير الصحة عبد الحق سايحي في تصريح سابق أن السمنة أصبحت إشكالية كبيرة يجب محاربتها عن طريق إشراك كل القطاعات المعنية بذلك حيث أن في الثمانينيات الجزائر لم تكن تعرف ظاهرة السمنة لأن النمط الغذائي آنذاك كان مبنيا على غذاء صحي متكامل يعتمد على الخضروات والفواكه وبعيدا عن السكريات. وأكد الوزير أن الدليل الخاص بالوقاية والتكفل بالسمنة يجب تطبيقه في الميدان كما يجب إعداد برنامج أساسي يأخذ بعين الاعتبار تداخل كل القطاعات المعنية التجارة التربية الفلاحة الصناعة كما يجب إعادة الاعتبار لملف التغذية الذي اعتمده المعهد الوطني للصحة العمومية وأيضا تزويد المستشفيات بمختصين في التغذية. كما أشار إلى الدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام في عملية التوعية والتحسيس من مرض السمنة وذلك عن طريق التنسيق مع وزارة الصحة أما فيما يخص القطاعات المعنية بمكافحة السمنة أوضح السيد الوزير أن الحكومة تعمل قريبا على إصدار مجموعة من القوانين التنظيمية للحد من السلوكيات غير الصحية وتحديد مسؤولية كل قطاع. برنامج وطني للتغذية في ذات الإطار أشرف وزير الصحة السيد عبد الحق سايحي مؤخرا بالجزائر العاصمة على مراسم افتتاح المؤتمر الدولي الثالث لمكافحة السمنة والأمراض الأيضية بحضور عدد من المختصين في المجال وفي كلمة له خلال هذا المؤتمر المنظم من قبل الجمعية الجزائرية لمكافحة السمنة والأمراض الأيضية أكد السيد سايحي أن ظاهرة السمنة أصبحت مرضا قائما بحد ذاته مشددا على ضرورة معالجتها من خلال اتخاذ تدابير عملية تتعلق بوضع برنامج وطني للتغذية إلى جانب التحسيس بخطورة داء السمنة وتبعاتها السلبية على صحة الإنسان . وبعد أن أشار إلى أن السمنة تتسبب في العديد من الأمراض من بينهم السرطان أكد الوزير أنه سيتم إسناد مهمة إعداد البرنامج الوطني للتغذية لمجموعة من الخبراء في المجال . وأضاف الوزير أنه بمناسبة هذا اللقاء العلمي من المنتظر إعداد خارطة طريق تتعلق بمجابهة ظاهرة السمنة وخاصة -كما قال- اقتراح برنامج وطني واستراتيجية وطنية للتغذية . وسيتطرق المختصون خلال هذا المؤتمر الذي يدوم ثلاثة أيام إلى عدة مواضيع من بينها السمنة والأمراض المصاحبة لها السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية السمنة والسرطان و العلاج الطبي الحالي للسمنة .كما سيتمحور اللقاء حول مواضيع السمنة والتغذية والنشاط البدني جراحات السمنة وتأثيراتها على الأمراض الأيضية المرتبطة بها .