أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة مساء أول أمس، شابة تبلغ من العمر 24 سنة وشريكها الذي يقارب سن الأربعين، بالمؤبد بتهمة القتل العمدي إضرارا بشيخ مغترب في العقد السادس من عمره.. وقائع القضية حسبما دار في جلسة المحاكمة تعود إلى بداية أكتوبر من السنة الماضية، بعد أن خرجت أخت الضحية في رحلة للبحث عنه بعد أن انقطعت أخباره قبل أن تصل إلى الفيلا التي يملكها بمدينة القرارام التابعة لولاية ميلة، وبعد أن دخلتها وجدت أخوها مرمي ببهو منزله مكبل اليدين وسط بركة من الدماء، على إثر ذلك اتصلت بمصالح الأمن التي تدخلت مرفوقة برجال الشرطة العلمية الذين أكدوا أن وفاة الضحية كانت منذ 48 ساعة. بعد ذلك، باشرت ذات الجهة الأمنية تحرياتها التي مكنتها في وقت قياسي من التعرف على الفتاة بعد تتبع سجل مكالمات الضحية قبل توقيفها وإخضاعها للتحقيق حيث اعترفت بأنها كانت على علاقة غرامية بالشيخ الذي يعد رب أسرة تتكون من أربعة أطفال وأن مدبر الجريمة هو صاحب أحد محلات الخياطة الذي كانت تعمل عنده، وفي سردها لوقائع الحادث ردا على أسئلة هيئة المحكمة ذكرت بأنها ولمدة من الزمن كانت على علاقة بالضحية وتمكنت خلالها من معرفة جميع أسراره مع إطلاعها على تفاصيل منزله والأماكن التي كان يخبىء بها أشياءه الثمينة بعدها اطلعت شريكها على ذلك قبل أن يقررا القيام بعملية سرقة وهو ما كان، حيث انتقلت الشابة إلى منزل الشيخ وبعد حوالي ربع ساعة من دخولها قامت بتعطيل كاميرات المراقبة وفتحت الباب لشريكها ثم عادت للداخل وباشرت علاقة مع الضحية في إطار الخطة التي تم وضعها وذلك من أجل أن يصورهما المتهم الثاني في وضعية مخلة وهو ما كان، غير أن ما لم يضعه المتهمان في الحسبان هو المقاومة التي أبداها الضحية الشيء الذي اضطر القاتل إلى استعمال سلاحه الأبيض وانهال على عشيق شريكته بضربات متتالية على الرأس تسببت له في نزيف حاد كان السبب في وفاته، بعدها قام بأخذ كاميرا وسلاح رماية ثم اختفيا عن الأنظار وتركا الضحية يسبح في دمائه. من جهته، المتهم الثاني حاول تكييف ما حصل وقال إن دخوله إلى الفيلا كان بغرض السرقة فقط وإن استعماله للسكين الذي يحمله كان بغرض تخويف الضحية فقط غير أن ذلك لم يشفع له عند هيئة المحكمة التي أصدرت الحكم السالف ذكره وهو نفس ما طالبت به النيابة العامة التي قالت إن محاولة المتهمان تكييف الحادث لا تبرأهما من جريمة القتل التي حيكت خيوطها على طريقة أفلام الأكشن.