أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، نهاية الأسبوع الماضي، شابين في العقد الثاني من عمرهما بالسجن المؤبد بتهم القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة بالعنف والتعدد إضرارا بالضحية (ل·ع) البالغ من العمر 77 سنة الذي عثر عليه جثة هامدة داخل سيارته· وقائع القضية، حسبما دار في جلسة المحاكمة ، تعود ل 9 أفريل الماضي عندما استيقظ الضحية من قيلولته وأخذ معه مبلغا من المال بالعملتين الجزائرية والأورو، بغرض شراء بعض مواد البناء، غير أنه خرج ولم يعد إلى أن سمعت عائلته بخبر وفاته عند الساعة ال 11 ليلا، هذا ما جاء على لسان زوجته، في حين ذكر المتهمان لدى استجوابهما من قبل هيئة المحكمة بأنهما وبعد مشاهدتهما للشيخ وهو يغادر منزله، قاما بترصده وعند وصوله إلى غابة فحام بالتلاغمة، قاما بربطه بسلك معدني بغرض تأديبه نظرا لتحرشه الجنسي المتكرر بأحدهما قبل أن يقوم المتهم الرئيسي بتعصيب عينيه بعد أن انهال عليه بالضرب بواسطة قضيب حديدي، ما تسبب في جروح خطيرة للضحية أحدثت نزيفا حادا، ثم قام الجانيان بوضعه في كيس بلاستيكي بغرض نقله إلى منطقة كبابة التي يسكنها الضحية والقاتلان، غير أنه وقبل وصولهم إليها، انقلبت بهم السيارة فلاذ الجانيان بالفرار وتركا الشيخ غارقا في دمه إلى غاية اكتشاف الحادث من قبل ابن جيران الضحية وابنه الذي أخرج أباه من المقاعد الخارجية للسيارة وكان قد فارق الحياة بسبب شدة الصدمة التي تعرض لها الجانيان· وبعد الحادثة غابا عن الأنظار لمدة 9 أيام قبل أن يتم اكتشافهما من قبل مصالح الدرك بناءا على الاتصالات الهاتفية التي دارت بينهما، وفيها تحدثا عن وقائع الجريمة التي كان يعلم بها صديق لهما، الأخير رفض الحديث للجهات الأمنية بسبب التهديدات التي تلقاها من الجانيين، غير أنه أفشى السر لاحقا وأتى على ذكر جميع أطوار الجريمة· من جهته، دفاع المتهمين طالب خلال مرافعته بإعادة تكييف التهمة من القتل العمدي إلى الضرب والجرح المفضي إلى وفاة، لأن موكليه لم ينويا إحداث ذلك بالضحية الذي كان يريدان تأديبه، غير أن ذلك لم يشفع للجانيين لدى هيئة المحكمة التي أصدرت في حقهما حكما بالسجن مدى الحياة بعد أن طالبت النيابة العامة بالإعدام في حقهما، في حين استفاد المتهم الثالث من البراءة بعد أن طالب النائب العام بخمس سنوات فيحقه عن جنحة عدم الإبلاغ·