نقص فادح في أساتذة الرياضيات والفيزياء والفرنسية في معظم الولايات تعرّض أزيد من ألف أستاذ ومعلم إلى الاعتداء سواء لفظي أو جسدي من طرف التلاميذ، منذ بداية الدخول المدرسي الجاري 2012 / 2013، حيث تفشت ظاهرة العنف المدرسي بشكل غير مسبوق خلال السنة الجارية التي وصفتها النقابات المستقلة بالسنة الكارثية من كل الجوانب البيداغوجية والمهنية، مع تسجيل نقص فادح في أساتذة مواد الرياضيات، الفيزياء واللغة الفرنسية في كل ولايات الوطن. دقت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “السناباست"، أمس، ناقوس الخطر الذي يحدق باستقرار المدرسة الجزائرية، حيث وصفته بالكارثي والمأساوي بكل المعايير، مؤكدة أنه ينبئ بانفجار وشيك في قطاع التربية جراء المهازل والفضائح التي ولدها ليس سوء التسيير فقط، بل أيضا -حسب النقابة- الفساد الإداري الذي تفشى في القطاع وعلى كل المستويات. وكشفت “السناباست" في بيان تلقت “الجزائر نيوز" نسخة منه، أن وزارة التربية الوطنية تلتزم الصمت تجاه ما يحدث في القطاع، حيث لم تكلف نفسها عناء إيفاد لجان تحقيق للوقوف على حجم كوارث القطاع عبر ربوع الوطن التي رهنت مستقبل الأجيال، إضافة إلى الإرهاق والضرر الذي طال موظفي القطاع وتفشي ظاهرة العنف المدرسي بشكل غير مسبوق، والذي يدفع ثمنه الأساتذة بالخصوص، مشيرة إلى أنه تم الاعتداء على أكثر من ألف أستاذ منذ الدخول المدرسي الحالي، والرقم مرشح للتضاعف خاصة مع اقتراب موعد الامتحانات. كما عبّرت النقابة عن تذمرها من تواصل المسلسل العقابي ضد أساتذة التعليم التقني واستمرار معاناتهم من التعيينات التعسفية وتدريسهم لمواد في غير تخصصهم، إضافة إلى مادة الإعلام الآلي. من جانب آخر، أكدت النقابة أن ما ميز السنة الدراسية الحالية هو النقص الفادح في أساتذة مادتي الرياضيات والفيزياء عبر العديد من ولايات الوطن، زيادة إلى اللغات الأجنبية بالنسبة لولايات الجنوب، فكثير من التلاميذ لم يدرسوا هذه المواد لحد الآن، وهذا على الرغم من أن الوصاية قررت الاستعانة بالناجحين في القوائم الاحتياطية لمسابقة التوظيف الأخيرة التي جرت أوت الماضي. وفيما يتعلق بهذه الأخيرة، فقد أكدت “السناباست" -حسب التقارير- أنها سجلت تجاوزات خطيرة وتزوير في نتائج مسابقات التوظيف الأخيرة وخروق قانونية أخرى سيتم طرحها على الوزارة خلال اجتماعها الفردي لاحقا. في هذا الإطار، طالبت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “السناباست" من وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا احمد، التدخل العاجل والفوري لإنقاذ القطاع، بإيفاد لجان تحقيق ميدانية وذات مصداقية، كما دعته إلى مباشرة الحوار مع الشركاء الاجتماعيين للفصل في الملفات التي مازالت عالقة كالقانون الخاص، الخدمات الاجتماعية، المناصب المكيفة، الساعات الإضافية... وغيرها، وكذا المطالب الخاصة بأساتذة الجنوب.