حذر اتحاد أولياء التلاميذ من استمرار تدني المستوى، بسبب نقص أساتذة المواد الأساسية كالرياضيات واللغات عبر المؤسسات التربوية، حيث امتدت الظاهرة إلى المدن الكبرى بما فيها العاصمة، وهو ما يلزم الوزارة بضرورة إعادة النظر في طريقة التكوين. تلقت ''الخبر''، منذ الدخول المدرسي، عددا من الاتصالات من الأولياء يكشفون فيها نقص الأساتذة بالمؤسسات التي يدرس بها أبناؤهم، منها ابتدائية بالخرايسية تحدث عنها الأولياء عن عدم وجود أساتذة للفرنسية منذ ثلاث سنوات. بالمقابل اشتكى أولياء تلاميذ أقسام السنة الثانية والثالثة بمتوسطة محمد الصديق بن يحي بالصنوبر البحري في العاصمة من غياب أساتذة الرياضيات والإنجليزية، منذ انطلاق الموسم الدراسي، ولحد كتابة هذه الأسطر لم يتلقوا أدنى تطمينات بالتحاق أساتذة المادتين، وهو ما يرهن مصير تعليم أبنائهم في أهم مادتين في الطور. من جهته أكد لنا رئيس اتحادية جمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، أن النقص المسجل في تفاقم بعد امتداده للمدن الكبرى، التي يفترض أن تشهد تغطية كاملة، حسبه، على اعتبار أن هذا النقص مس، ولسنوات طويلة ولا يزال، المناطق النائية والجنوب. وعرض أحمد خالد أمثلة عن ذلك، منها نقص في أساتذة اللغة العربية والرياضيات بمتوسطة بواد الرمان بالعاشور. وفي بجاية يسجل نفس النقص، حيث بلغ الوضع إلى أن إحدى المؤسسات التربوية لا يوجد بها أي أستاذ دائم، وهو نفس النقص الذي تسجله متوسطات في سطيف، وبرج بوعريريج، والمسيلة ومعظمها في مواد الرياضيات، والفيزياء، واللغات. واتهم ممثل الأولياء مدراء التربية، بعدم تحكمهم في الولايات التي يمثلونها بشكل صحيح، بإحصاء المؤسسات التي تسجل نقصا بدقة أكثر، ومعالجتها والإسراع في سد الفراغ، الذي ينعكس سلبا، حسبه، على مستوى التلاميذ الذي تدنى بشكل كبير ''فالتلميذ الذي لا يدرس اللغات خلال ثلاث سنوات مثلا، كيف تنتظر أن يتقن اللغات الأجنبية مستقبلا؟''. مطالبا الوزارة بإعادة هيكلة العملية، وتكثيف التكوين لتفادي تخرج إطارات بشهادات عليا لكن دون مستوى. من جهتها أقرت نقابات التربية بالنقص المسجل الذي أصبح يؤثر على الأساتذة الحاليين، بتكليفهم بساعات إضافية، وهو المعمول به مثلا في مادة الرياضات التي تسجل المؤسسات التربوية نقصا واضحا بها، على اعتبار أن هذه المادة تدرس في مختلف المراحل وبكل الشعب. وهنا ذكر المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''كناباست''، مسعود بوديبة، أن القانون يقر أنه إذا بلغ عدد الساعات الإضافية 10 ساعات ينبغي تنصيب أستاذ جديد وهذا غير معمول به حاليا، حيث يجد الأستاذ نفسه، يضيف بوديبة، يعمل أكثر من العدد المذكور دون أن يكون هناك إجراء لتنصيب أساتذة. مشيرا إلى نقص كبير في الأساتذة المتخصصين، المتخرجين عادة من المدارس العليا، التي يحتاج الملتحقون بها إلى تحفيزات أكثر، خاصة العراقيل التي بات يواجهها المتخرجون في التوظيف رغم أن لهم عقود توظيف مسبقة، وهذا لسد الفراغ الذي تتوسع رقعته كل سنة، وامتد إلى الشمال بعد أن كان يقتصر على مناطق الجنوب، والسبب في كل هذا، يضيف محدثنا، التماطل في حل المشكل منذ بدايته، وسوء التخطيط الذي أزم الوضع.