صرح وزير الداخلية، مؤخرا، بكلام كثير حول فوضى الأسواق التي يريدها أن تنتهي لدرجة أنه قال بأنه سيقدم البديل الذي سيكون مثل الأسواق الباريسية في نظافتها وترتيبها، ولكن تصريحه الأخير حول سوق السكوار يجعلك تندهش؟ أليس السكوار أيضا سوقا فوضويا ويحتاج إلى إعادة نظر؟ نهق حماري نهيقا مرا وقال... من يستطيع محاربة الفساد؟ قلت... الأسواق الفوضوية ألم تكن أيضا عبارة عن مراكز تسويق للحاويات القادمة من البحر؟ قال ضاحكا... واش جاب لجاب يا عزيزي؟ قلت... كلها نشاطات خارجة عن القانون ولا يمكن أن نفاضل بين نشاط الأسواق الفوضوية ونشاط بورصة المال؟ قال... تفكيرك غريب، إذا كان الوزير نفسه صرّح بأن الموضوع بعيد عن النقاش وأن البديل منعدم ماذا يمكنك أن تفهم من هذا؟ قلت... لم أفهم شيئا. قال... هذه رسالة واضحة بأن المافيا هي التي تسير الوضع المالي وإلا كيف تكون هناك بورصة موازية للبنوك؟ قلت ضاحكا... ربما هي الحل الوحيد الذي وفرته الدولة لهؤلاء؟ قال ساخرا... حلول خارج القانون؟ كيف لدولة أن ترضى بهذا؟ قلت... أنت تقول بأن المافيا هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة إذن لا تناقش واسمع ما قاله وزير الداخلية وأسكت. قال ناهقا... أويحيى فيما مضى رفع يديه للسماء وقال... ما قدرتش، أظن أنه فعلا لم يقدر وأن المافيا دوخته وجعلته يتعب كثيرا. قلت... مافيا تهزم دولة غريب هذا؟ ضرب الأرض بحافريه وقال... ومتى استطاعت الدول أن تهزم الفساد؟ يا عزيزي هذا الفساد متوغل وما السكوار سوى نقطة في بحر لذلك لا تتعب نفسك وتقول الكثير في بعض الأحيان يكون الصمت أرحم.