يؤكد السيد أويحيى في حملته الانتخابية أنه ليس حزبا معارضا ويتبرأ من كل مناضل يحرض على الشغب أو تحطيم أملاك الدولة. هذه الجملة جعلت حماري يتوقف عندها متأملا ومحللا لمضمونها وما تنطوي عليه من رسائل وبعد صمت عميق قال.. أويحيى دائما يظهر وفاءه للسلطة سواء كان فيها أو خارجها. قلت.. وهل يملك غير ذلك يا عزيزي؟ قال ناهقا.. يتمرد ويفعل مثل أبو جرة الذي يرتدي عباءة السلطة عندما تخدم مصالحه ويرتدي عباءة المعارضة عندما تخدمه أيضا. قلت.. التكتيك يختلف بينهما وهذا ما يجعلك تفكر بأن الرجلان يفكران في شيء واحد. ضحك حماري من كلامي وقال.. تحليل منطقي، إذا اختلفت الطرق اعرف أن الهدف واحد. قلت.. أويحيى يتبرأ من الشغب وأبو جرة يقول بأن الثورة ستقوم لا محال وهي مسألة وقت فقط. قال ساخرا.. وهل قرأ الفنجان حتى عرف بالأمر؟ قلت.. لا أدري ولكن الرجل له باعه في السياسة ويمكنه أن يحلل ما يحدث في الساحة. قال ناهقا.. المهم الطاعة والولاء أصبح مطلوبان أكثر من أي وقت خاصة بعد أن بدأت رياح الرئاسيات تهب فالجميع يحسب كلماته ويزنها قبل أن ينطق بها. قلت.. الأمر إذن مخيف لهذه الدرجة؟ قال ساخرا.. وأكثر مما تتصوّر يا عزيزي. قلت.. إذن الصمت أصبح منجاة لأمثال أويحيى وبلخادم وبوجرة ولويزة وجاب الله وغيرهم من الأحصنة التي يبدو أنها ستتسابق لاحقا. نهق نهيقا مخيفا يحمل أكثر من دلالة وقال.. الله يخليك في نيتك. قلت.. أنا أتكلم من منطلق المعطيات الموجودة أمامي. قال.. حتى التفكير أصبح من المعاصي لذلك لا تفكر ولا تتكلم وخلي الرئاسيات تمر على خير وبعدها لكل حادث حديث.