لأول مرة أرى حماري متحمسا لكلام الشيخ جاب الله الذي من عادته أن يقرف من كلامه ويُستفز بطريقة واضحة ولكن هذه المرة حدث العكس..نهق حماري وقال معلقا.. جاب الله قال إن النظام أصبح مبذرا والسلطة ستقود الشعب إلى الثورة.. وفعلا صدق لأن ما رأيناه في احتفالات الخمسينية عكس لنا الواقع الحقيقي لهؤلاء الذين يفكرون ويدبرون عل الرئيس. قلت باستغراب.. عجبا وهل جاب الله وحده من قال هذا؟ قال.. ليس وحده ولكنه هذه المرة وضع أصبعه على الجرح وأنت تعرفني يا صديقي لست من الذين ينتقدون من أجل الانتقاد.. الرجل أصاب هذه المرة. قلت.. فعلا السلطة جعلتنا نفكر بالمقلوب. نهق نهيقا مخيفا وقال.. أنا وأنت من الشعب والحفل أقيم للشعب.. لماذا إذن لم يدع الشعب إلى سيدي فرج مثله مثل الجميع؟ قلت.. وهل كنت تتصور أن حمارا مثلك يسمح له بالدخول والجلوس مع الرئيس والوزراء؟ قال باستهزاء.. أعرف أني حمار ولكني مواطن مثلي مثلهم جميعا ومع ذلك أعرف أني كنت سأقابل بالرفض والجحود. قلت.. إذن عاش من عرف قدره يا حماري.. قال.. لكن فعلا جاب الله معه حق.. النظام مبدر.. أحرق الملايير في السماء وبالموازاة مع ذلك الشعب ''رايح يطرطق''.. بدليل أن الاحتجاجات وقطع الطريق مازالت سيدة الموقف. قلت بسخرية.. أنت مثل هؤلاء الذين قالوا أن كل ما حدث كان خسارة الدراهم؟ قال ناهقا.. وهل أنت لك رأي آخر؟ قلت والتنهيدة طالت أكثر من اللازم.. لم يطلبوا رأي الشعب حتى يمكن أن أفكر في ذلك؟ قال.. الشعب يتفرج ويصمت هذه هي القاعدة.. قلت.. لكن إلى متى يا حماري؟ نهق نهيقا فيه الكثير من الخوف والقلق وقال.. حتى نهار تطرطق!