لا أدري هل يمكن أن نتخيل واحدا من رؤساء الأحزاب السياسية الموجودة في الساحة مرشحا للرئاسيات القادمة، وهل بإمكانه أن يستطيع تسيير البلاد وتنظيمها؟ نهق حماري نهيقا حادا فيه من الخبث ما يكفي وقال.. أحزابهم التعيسة لم يقدروا عليها كيف سيقدرون على تسيير دولة؟ قلت بسخرية.. لا تظلمهم ربما أحزابهم هي التي تعطي الانطباع الخاطئ عن صورتهم وليس كل ما تسمعه أو تراه بالضرورة حقيقة؟ صرخ حماري صرخة قوية وقال.. تفرجنا كلنا على ما فعله بلخادم في الأيام الماضية حتى يضمن رأس الحزب وسنتفرج عما سيفعله موسى تواتي ومن سيأتي بعده من المناضلين الذين شقوا عصى الطاعة عنهم.. كيف لهؤلاء الذين يتشبثون بقيادة الحزب ولا يقبلون لا ديمقراطية ولا رأي الآخر.. هل يصلحون لقيادة دولة؟ قلت.. أنت تطلب المستحيل إذن.. هل سنستورد من الخارج من يحكمنا؟ قال.. أنت تعرف أني لا أقصد ذلك ولكن يا صديقي وجود الأحزاب السياسية أصلا من أجل تكوين مناضلين ونشطاء في مجال العمل السياسي ورئيس أي حزب في العالم يجتهد أن يكسب الثقة من أجل الوصول إلى الرئاسة.. إلا عندنا فمجرد التفكير في ذلك يعتبر جريمة؟ قلت.. لا أفهمك يا حماري وهل بلخادم وجاب الله وأبو جرة ولويزة وأويحيى لا يمكنهم التفكير في الرئاسة؟ قال ناهقا.. لا أقصد ذلك بدليل أن منهم من دخل السباق من قبل وفشل، لكن طريق الرئاسة عندنا لا يأتي من خلال النشاط الحزبي أو النضال السياسي كما هو متفق. قلت.. إذن يأتي من الشرعية التاريخية التي أصبحت المشجب الوحيد الذي يعلق عليه الجميع مصداقيته. ضرب حماري الأرض بحافريه وقال.. ولا هذه أيضا، لأن الرئيس بعث برسائل قوية حينما قال ''طاب جناني''... قلت.. كيف إذن يا حماري اللعين؟ قال.. الرئاسيات لها مفتاح واحد لا يمكن أن تعرفه إلا إذا كنت فعلا أنت هو الرئيس؟