طالب أولياء تلاميذ الطور الابتدائي بقرية أيث واسيف، الواقعة على بعد 38 كم جنوب مدينة تيزي وزو، والتابعة إداريا لبلدية أيت يحيى موسى، من مسؤولي قطاع التربية بالولاية، فتح المدرسة الابتدائية المتواجدة على مستوى قريتهم، والتي تم تشييدها مؤخرا، وبقيت أبوابها مغلقة، وهذا بالرغم من حاجتهم الماسة إليها نظرا للمعاناة التي يواجهها أبناؤهم يوميا للإلتحاق بمدارس القرى المجاورة. حسبما أكده أولياء التلاميذ في تصريحاتهم ل “الجزائر نيوز"، فإن السلطات المعنية رفضت فتح هذه المدرسة بحجة عدم بلوغ عدد التلاميذ المتمدرسين في هذا الطور التعداد اللازم والمحدد قانونيا لكي يتم إدخال هذه المنشأة حيز الاستغلال، وهي المبررات التي اعتبروها لا أساس لها، متسائلين في الوقت ذاته، عن الأسباب التي جعلت مديرية التربية تقدم على بناء هذه المدرسة بقريتهم لتُبقي أبوابها مغلقة. كما أضافوا أن السلطات المعنية بما فيها السلطات البلدية كانت على علم، ومسبقا، بأن قريتهم نائية ونسبة كثافتها السكانية جد ضئيلة. من ناحية أخرى، أكد أولياء التلاميذ أن فتح هذه الابتدائية أضحى في الوقت الراهن أمرا ضروريا، خصوصا في ظل المعاناة التي يواجهها أطفالهم الذين لا تتعدى أعمارهم الست السنوات من أجل الالتحاق بالمدارس المتواجدة بالقرى المجاورة لهم، كما أشار محدثونا إلى أن معاناة التلاميذ تفاقمت أكثر بسبب مشكل آخر الناجم - حسبهم - عن غياب وسائل النقل المدرسي، حيث أنهم يجبرون يوميا سواء خلال الفترات الصباحية، وكذا المسائية المتزامنة، على قطع مسافات تتجاوز الكيلومترين مشيا على الأقدام، معرّضين أنفسهم بذلك لأخطار عديدة لا سيما المهددة لصحتهم التي قد تنجم عن البرودة القاسية التي تميز منطقتهم أثناء فصل الشتاء لموقعها بأعالي جبال المنطقة، مؤكدين أن الكثير من الآباء يجبرون على مرافقة أبنائهم في الفترة الصباحية قصد حمايتهم من الأخطار الأخرى لاسيما من الحيوانات الضالة التي كثيرا ما حاولت مهاجمة أطفالهم، ما جعلهم يرفضون الذهاب بمفردهم إلى مقاعد دراستهم. من ناحية أخرى، صرح سكان قرية أيث واسيف، أنه سبق لهم وأن رفعوا عدة شكاوى إلى المسؤولين المحليين بهدف وضع حد نهائي لمعاناة أبنائهم والضغط على مسؤولي قطاع التربية بالولاية لفتح المدرسة، إلا أن هؤلاء في كل مرة يقدمون لهم وعودا كاذبة لعدم تجسيدها على أرض الواقع، مناشدين في الوقت ذاته السلطات الولائية قصد التدخل العاجل وتسوية مشكلتهم التي أصبحت هاجسا يهدد صحة أبنائهم، وكذا مستقبلهم الدراسي، خاصة وأن هذه الظروف ساهمت في اتساع نطاق ظاهرة التسرب المدرسي بقريتهم وفي سن جد مبكرة.