شهد الدخول المدرسي لهذه السنة ببلدية بئر توتة ضعفا من ناحية المرافق والهياكل البيداغوجية التي تدعمت بها متوسطات جديدة تمركزت معظمها داخل المجال العمراني للبلدية وهذا كله يقابله كم هائل في عدد المتمدرسين الذين عادوا إلى مقاعد الدراسة لهذه السنة وخاصة إذا ما ركزنا فقط على تلاميذ الطور المتوسط وكذا الطور الثانوي. و مما لا شك فيه أن هذه المرافق ستخفف وتزيح نوعا ما إشكالية الاكتظاظ والضغط الذي تشهده بعض المؤسسات داخل الولاية ، لكن المشاكل العظمى التي تنحصر في مجال التمدرس يعانى منه و بنسبة كبيرة تلاميذ المناطق النائية والبلديات وعلى رأس هذه الصعوبات نجد مشكل النقل المدرسي و خاصة بالنسبة لأطفال المتوسطات و الثانويات الذين يقطنون في هذه المناطق التي لا تتوفر سوى على إبتدائية و إن وجدت، فهؤلاء يتكبدون عناء التنقل اليومي وبدون هوادة المسافات الطويلة، يضاف إليها تذمر أوليائهم بسبب زيادة المصاريف ، و النقص الفادح في حافلات النقل التي من المفروض أن تسعى البلدية وكذا السلطات المحلية لتوفيرها بشتى الوسائل نظرا للمعاناة التي يتكبدها هؤلاء التلاميذ، و هو ما يذهب بنا لتصور مدى المعاناة التي يعيشها هؤلاء التلاميذ الذين يدرسون جلهم داخل مدارس تبعد عدة كيلومترات عن مقر سكناهم و الذين يتنقلون يوميا وعلى مدار الموسم الدراسي للالتحاق بمدارسهم مشيا على الأقدام في الطريق الذي لا يؤمن لهم العودة إلى منازلهم سالمين، زد على ذلك أنهم يشيرون بأيديهم الصغيرة لأصحاب السيارات المارة علهم ليجدون من يوصلهم أو يقربهم من بيوتهم غير مبالين بخطر الطرقات التي تهدد حياتهم يوميا وخاصة أثناء الفترات الشتوية والتي تتسم بشدة البرودة و ارهاب الطرقات الذي يفتك بالعديد منهم. لذا يطالب أولياء التلاميذ من السلطات المعنية لوضع حد لمسار أبنائهم الدراسي عند المرحلة الإبتدائية و أنجاز المتوسطات بالقرى النائية و السكنات الجديدة بدلا من تكبد التلاميذ عناء التنقل اليومي إلى البلديات المجاورة للالتحاق بمقاعد الدراسة في ظل إنعدام النقل المدرسي و تحمل الأولياء فاتورة تنقل أبنائهم إلى جانب القلق عليهم من مخاطر ركوب سيارات الأجرة وهاجس الإعتداءات التي يتعرضون لها. و عليه فإن ضرورة توفير النقل المدرسي والتكفل بمشاغل التلاميذ خاصة أبناء المناطق الريفية من المعوزين والطبقات الهشة والحرص على توفير هذه الحافلات، لهذه الغاية لا غير يعتبر أمرا مفروغا منه لمدى اهميتة في الوسط الاجتماعي لهؤلاء السكان، الذين عانوا من جملة تداعيات و نتائج تحمل التلاميذ عناء التعب والتنقل نحو المدارس لمسافات طويلة نجد الملل و شرود الذهن والفكر أثناء حصص الدروس بسبب التعب والحاجة للراحة هو سبب ضعف المستوى الدراسي وكذا الرسوب المدرسي ، نتائج يضاف إليها الإرتفاع الملحوظ في حوادث المرور و التي تمس بالأخص أطفال المدارس ، حيث تكشفت الإحصائيات الوطنية أن أغلبية حالات الإعاقة المسجلة سببها المباشر حوادث المرور، في إنتظار معالجة الظاهرة والتكفل بها على أعلى المستويات، يناشد أولياء تلاميذ هذه المناطق السلطات المحلية و الولائية بتدعيم الحظيرة المدرسية بحافلات تكفي لرفع الغبن عن أبنائهم وتوفير الراحة لهم قصد تحصيل دراسي أوفر وأحسن عن سابقه في جميع الأطوار.