على الرغم من ملفات الفساد الكثيرة التي خرجت للرأي العام في الأيام الأخيرة والتي أشارت بأصابع الاتهام إلى شخصيات ذات وزن سياسي إلا أن لا أحد تحرك ولا أحد استقال ولا رد فعل قيل حول الموضوع. نهق حماري نهيقا مخيفا وقال... جرب أنت كمواطن أن تتورط في أي شيء صغير وسوف ترى كيف سيتم تكبيلك بالسلاسل وزجك في الظلمات. ضحكت ضحكة صفراء وقلت... ذكرتني بالذي سرق قطعة كاشير فحكموا عليه بسنة سجن مع تعويض يفوق قيمة الكاشير بمليون مرة. قال... حتى إذا أردت أن تسرق الكاشير يجب أن تكون رجلا مهما، ثم هل حسبت أنت أن قطعة الكاشير سايبة لدرجة أن تسرق من طرف مواطن عادي؟ قهقهت عاليا وقد أضحكني كلامه لدرجة البكاء وقلت... ومن المصائب ما يضحك يا حماري اللعين. قال... أصبحنا ننكت على الهمّ والهمّ ينكت علينا. قلت... سبحان الله لم أعرف أننا نصل يوما لهذه المواصيل، ويصير السارق يمشي مرفوع الرأس دون حساب ولا عقاب. قال بحزن... فعلا هذا هو الوضع الذي نحن فيه، ثم المصيبة أن هؤلاء السراق من الوزراء ورؤساء الأحزاب والمقربين. قلت... هؤلاء هم من يستغلوا منصبهم حتى يتحايلوا على أملاك الدولة أما المواطن البسيط فلا يجرؤ حتى في التفكير بينه وبين نفسه أن يختلس مال غيره. قال ناهقا... على كل الأحداث متواصلة ومسلسل الإنكار أيضا متواصل والعدالة كما يقال ما تزال تحقق في الفضائح والنتيجة متى يا تري؟ قلت... ستكون النتيجة مثل ما حدث مع الخليفة الذي عقد أكبر صفقة فساد في البلاد وغادرها بسلام إلى الضفة الأخرى وأصبحت دولة مثل الجزائر عاجزة حتى على إعادته للبلاد. نهق من جديد بصوت عال وحاد وقال... سمي الأشياء بمسمياتها ومن قال لك إن الدولة عاجزة عن جلبه؟ ربما هي لا تريد ذلك لشيء في نفس يعقوب وشركائه...