على غير العادة لم يهتم حماري بخبر السرقة الذي قامت به لاعبتان من الفريق الوطني لكرة الطائرة حيث قامتا باختلاس لوازم رياضية من متجر رياضي بباريس، الذي نشرته كل وسائل الإعلام بكثير من الدهشة والاستغراب. قلت لحماري.. يبدو أن الصيام سيهذبك ويجعلك تتكلم قليلا؟ نهق نهيقا مخيفا وقال.. ليس الأمر هكذا ولكن الأمر بدا لي عاديا خاصة أن البلد كلها تعيش بالفساد والسرقة لماذا تريد أن تكون اللاعبتان الاستثناء؟ قلت بدهشة.. هكذا ترى الأمر؟ قال ساخرا.. هل هناك زاوية أخرى يمكن أن ننظر إليها للموضوع؟ قلت.. هذه فضيحة أيها الحمار التعيس؟ قال.. البلد سايبة ومالها سايب وكل من تطال يده شيئا يضعه في جيبه وعندك أمثلة لا تعد ولا تحصى بأشهر فضائح الاختلاسات عندنا فكيف تريد لأشخاص يسمعون بهذا فقط أن يكونوا أنبياء؟ قلت صارخا.. وهل لو أتيحت لك فرصة للسرقة ستفعل؟ قال ناهقا.. ليس هذا هو الموضوع، ولكن أود أن أقول أن ما قامت به اللاعبتان تحصيل حاصل ولو كان هناك من فيهم قليلا من العقل لأخذوا هذه الحادثة بالتحليل والتفكير حتى يفهموا أن ممارسات السلطة تنعكس حتما على الشعب وإذا كان الكبير سارق فالصغير حتما سيكون سارق ونص. قلت.. لا تكبر المسألة فهذا فعل معزول. نهق نهيقا صارخا وقال.. لا يمكن أن تعزل الخاص عن العام ولا يمكن أبدا أن تقول أن ما حدث مجرد سرقة عادية نتجت عن طيش أو تهور. قلت.. إذن هي قضية دولة؟ ضرب الأرض بحافريه وصاح.. يعطيك الصحة الآن فهمتني.. هي قضية دولة بكاملها وهاتان اللاعبتان مجرد مرآة عاكسة لواقع مر نعيشه.