إحتضن قصر الثقافة، ليلة أول أمس، في إطار الاحتفالية بخمسينية الاستقلال، أربعة عروض راقصة ضمن فعاليات المهرجان الدولي للرقص المعاصر في طبعته الرابعة، التي حملت شعار “حركات الحرية"، وتميزت سهرة الإثنين بالحضور الإفريقي الكثيف. قدم كل من المغرب، مصر، الجزائر والكونغو في هذه السهرة عروضا راقصة جمعت بين اللون المعاصر والفولكلوري، وكان الافتتاح من نصيب المغرب بعرض راقص نحن عنوان “إبداع الجنون"، ثم عرض “أعمق مما يبدو عليه في السطح" من أداء الفرقة المصرية، بطابع معاصر جسد من خلاله الراقصون الثمانية مفهوم “صراع الذات مع الآخر"، ومحاولات الفرد التشبث بحقيقته وجذوره في وجه التغييرات السريعة التي تجرف الجميع. تميز العرض المصري بالتنوع الموسيقي، حديث، فولكلوري، جزائري... أما بالنسبة للملابس، فقد كانت عصرية، إذ ارتدى الراقصون بذلات كلاسيكية، وفي المقابل ارتدت الراقصات فساتين خاصة بالرقص. أما فرقة البالي الجزائرية، فقد أبهرت الحضور بخفة راقصيها الثلاثة وسرعتهم خلال العرض، في اللوحة الراقصة الكلاسيكية التي صوروا عبرها فكرة النزاع الإنساني “بين القلب والعقل" في مواجهة الرغبة الجامحة، ارتدى الراقصون أزياء سوداء وتمايلوا على أنغام الموسيقى الكلاسيكية التي تراوحت بين الهدوء حينا، والصخب أحيانا لتخترقها صرخة أو تنهيدة بين الحين والآخر، لتجسد الصراع المحتدم داخل النفس الإنسانية. واختتمت السهرة فرقة راقصة من الكونغو بعنوان “كوكتال الطاقة" في لوحة من أداء أربعة رجال وامرأة، طرحوا خلالها مشاكل اجتماعية وسياسية يعانيها شعب الكونغو بداية من رحلة البحث عن الماء والصراع ضد الفقر والجفاف... وغيرها، العرض تميز بالتنوع الموسيقي، أما الرقصات فتفجرت بالطاقة والألوان الإفريقية الصاخبة.