تميز اليوم الثالث من الطبعة السابعة للمهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري، الذي تجري فعالياته بتيزي وزو، باختلاف الطبوع وتنوع أشكال العروض الفلكلورية التي قدمتها ثلاثة فرق، التي تدعو للسلم والمحبة وتحيي الذكرى ال 50 لاستقلال الجزائر، حيث استمتع الجمهور القبائلي بأجمل اللوحات الفنية الراقصة. إمتزجت بملعب أوكيل رمضان بعاصمة جرجرة، ليلة أول أمس، الثقافات بين ثلاثة فرق فلكلورية من ولاية البيض وفرنسا والأردن، حيث اكتشف الجمهور القبائلي تنوع الفنون والثقافات في الرقص والموسيقى واللباس، ولمس تقارب هذه الفرق في العمل على الحفاظ على الموروث الثقافي واستخدام الرقص لأغراض إنسانية والدعوة للسلم والحب. انطلقت السهرة بخيبة أمل المنظمين، حيث كان الجمهور المتوافد قليل جدا مقارنة باليومين السابقين، وكانت مدرجات ملعب أوكيل رمضان فارغة تماما، فالكل كان يتساءل عن السبب رغم أن كل فرص الأمن والراحة مضمونة منذ اليوم الأول من افتتاح المهرجان، لكن مباشرة بعد انطلاق العروض في حدود الساعة التاسعة والنصف تغيرت صورة ملعب أوكيل رمضان الذي اكتظت مدرجاته عن آخرها بالجمهور وخصوصا العائلات. وقد افتتحت السهرة فرقة ''نهر اليرموك'' من الأردن، التي اعتلت الركح برقصات خليجية تعبّر عن مشاعر الإنسان وبيئته في أشكال فنية وغنائية لها قراءات ودلالات مميزة تدعو بها للسلم والمحبة. وظهرت الرقصات التي قدمتها هذه الفرقة أنها تولي اهتماما كبيرا بالتراث من خلال زي أردني تقليدي أصيل، وعرضت لوحات راقصة منها الحصاد والعرس الأردني السامر والأردني الجوفية وقدموا رقصة مميزة تظهر كيفية تحضير وجبة الكسكس. وقد استطاعت هذه الفرقة أن تحرك إحساس الجمهور بعد أدائها لأغنية بعنوان ''الله يستر الجزائر'' رافعين أعلام جزائرية والعلم الأردني تعبيرا عن الأخوة والمحبة، حيث قاسمت الفرقة الأردنية الجزائريين في احتفالات الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر بطريقتهم الخاصة، وقدموا أدعية يترجون الله أن يحفظ ويصون الجزائر ويبعد عنها كل الأذى، وتعالت زغاريد النساء الحاضرات في الملعب وصافرات الشباب في صورة يشكرون فيها أعضاء الفرقة الأردنية على مبادرتهم الإنسانية. ووقع الجزء الثاني من هذه السهرة فرقة ''ناس المعنى'' من ولاية البيض التي عرضت لوحات متنوعة في وضعيات مختلفة تنقل رقصات مأخوذة من التراث المحلي الأصيل، فكل رقصة قدمتها هذه الفرقة تعكس حقبة تاريخية معينة وتمجد الأولياء الصالحين وتظهر حقيقتهم في التقاليد الثقافية والتاريخية. وقد نجحت هذه الفرقة التي تتضمن أعضاء وراقصين متقدمين في السن في نقل صورة تؤكد تمسكها بالثقافة والأصالة. وعمدت الفرقة في صنع أجواء من الفرحة في لوحتها الأخيرة، حيث قدموا رقصة ''الاستقلال'' رافعين بنادق واعلام جزائرية ولوحة خشبية كتب عليها ''50 سنة من استقلال الجزائر''، وتفاعل مع هذه اللوحة الجمهور القبائلي بحفاوة، حيث صفق لها طويلا.