نهق حماري وهو يسمع أويحيى يقول “يكثر خير حاسي مسعود وبوتفليقة" ولكن يبدو أنه لم يتفاعل مع هذه الجملة التي لا أدري لماذا لم يعلق عليها. قلت له مستفزا... يبدو أن حاسي مسعود أصبح يزعج مسامعك؟ قال ساخرا... وهل أملك هناك بئر بترول حتى أحس بالإزعاج؟ قلت... الشعب كله “يسال" وكلنا شركاء في ذلك البئر الذي يتكلم عنه أويحيى ويكثر له خيره. قال... لم يخطأ الرجل فلولا حاسي مسعود لكنا كلنا “طلابين"، أنت تعرف أننا مجتمع استهلاكي بالدرجة الأولى وكل الغاشي يمارسون هواية “راقدة وتمونجي" قل لي بربك لو لم يكن هذا البئر من “سيخدم علينا"؟ قلت ضاحكا... سنتسول جميعا ويصبح التسول مهنة وطنية وحرفة بامتياز. قال ناهقا... لكن لست أدري ماذا قصد أويحيى بها ولماذا وظفها في حملته الانتخابية ولم يقل مثل هذه الفكرة عندما كان وزيرا أولا؟ قلت... لأنه لا يمكن أن ينتقد نفسه ويوجه السهام إليه، لذلك بعد أن أصبح متفرغا للشغب السياسي والحزبي أصبح ينتقد كما يشاء. قال... يعني عندما يقول “يكثر خير حاسي مسعود" يقصد بأن كل الشعب فنيان؟ قلت... أو ربما يريد أن يقول بأن الجميع فشل في إرساء سياسة تنموية وإنتاجية على الرغم من كل الإمكانيات التي تزخر بها البلاد؟ قال ساخرا... أين هذه الإمكانيات، ثم ألم يقل هو بنفسه بأن المافيا أصبحت تنشط بالموازاة مع مؤسسات الدولة ولا سبيل لزحزحة قوتها؟ قلت... صادق في كلامه وتحليله إلى أبعد حد. قال والنهيق يملأ المكان... على كل حال يكثر خير كل من حاول أن يجعل هذا البلد يقف على أقدامه حتى لو أن من يريدونه منبطحا أكثر من غيرهم ولكن تمنيت لو أن أويحيى طرح سؤالا يتعلق بما بعد حاسي مسعود، كيف يتصور أن يكون حال البلاد والعباد؟