رسائل ال ''أس أم أس'' التي ترسلها وزارة الداخلية ما تزال تتهاطل على المواطنين باستمرار وفي كل وقت ليلا نهارا، هذا ما جعل حماري يبدي قرفه من الموضوع قائلا سبحان الله يبدو أن السماطة التي تميز السلطة حينما تريد شيئا من الغاشي ليس بعدها سماطة؟ قلت له ضاحكا، أول مرة تطلب منك الحكومة معروفا، لماذا تنتقد وتدير ظهرك؟ قال ساخرا، لا يفرقون حتى بين الليل والنهار وأصبحت رسائلهم تصيبني بالقنطة والزعاف خاصة حينما توقظني في عز الفجر حتى تحثني على الانتخاب· قلت، كثر خيرها الحكومة تبحث عن مصلحة الشعب· قال ناهقا، الشعب الذي يموت بالبرد؟ هذا هو الشعب الذي تتكلم عنه، أم عن شعب آخر؟ قهقهت عاليا من كلامه وقلت، من يسمعك يظن أنك تتعرّض للمنكرات والبرد يعصف بك من كل جانب وأنت تقضي يومك وليلك امكوراب داخل فرشتك دون حراك؟ قال مندهشا، وهل تنكر أن هناك من الشعب من لا يملك هذه الفرشة؟ قلت، لا أنكر ذلك ولكن الدنيا حظوظ· قال ساخرا، ومن حظه قليل هل تعتقد أنه سيلبي وزارة الداخلية وسيتوجه لصندوق مجهول حتى يعطي صوته فيه؟ قلت، ممكن جدا وليس هناك علاقة بين هذا وذاك· قال وهو يضرب بذيله الطويل، سبحان الله الشعب في وادي والسلطة في وادي، رغم كل البرد والثلج لم تصلنا رسائل تقول لنا اواش حالكمب، لكن تعنت الجهات العليا أصر على إبقاء نفس الرسائل الداعية للانتخاب· قلت مستنكرا كلامه، أيها الحمار الغريب كنت تدّعي أن الوجوه الموجودة ليست هي من ستدفعك للانتخاب، وهاهي وجوه أخرى جاءت ويمكن أن تكون أحسن، ورغم ذلك أنت تتلكأ وتبحث عن الأسباب، ثم الآن أصبحت تربط الانتخاب بالبرد والثلج وكأن السلطة المسكينة لها دخل في الطبيعة؟ نهق عاليا وقال·· كنت دائما أقول إنني حمار سامط ولكن مع الوقت أثبتت لي السلطة أنها أسمط مني ومن كل الشعب·