أضحكني هذا الأسبوع خبر يقول بأن الوزير الأول “زعف" من بعض وزراء حكومته لأنهم تغيبوا عن حضور الجلسات التي تجمعهم به، لذلك قرر بأن يستحدث قانونا للبوانتاج حتى يحاسبهم على غياباتهم المتكررة. الوزراء طبعا كانوا يهيمون في الهملة الانتخابية التي لا تؤخر ولا تقدم وتركوا سلال لوحده يواجه مشاكل لها أول وليس لها آخر، وها هو بن يونس الذي وعد بأن ينظف البلاد من الزبالة المتكومة في كل مكان يغوص في مشاكل حزبه ويعلن الحرب على لويزة التي لم تتركه يتهنى بمنصبه وربما أنسته الوزارة وأنسته الزبالة أيضا. على كل ليست هناك زبالة أكثر مما يحدث في الساحة وليست هناك روائح كريهة أكثر من التي طلعت خلال هذه الحملة التي جاءت باهتة وكأن الكومبارس الذين نشطوها طلعوا من غرف حفظ الجثث. لكن السؤال الذي يتبادر للذهن هو هل قرار البوانتاج الذي سنّه سلال هو الذي يجعل الوزراء يهتمون بشؤون الدولة؟ أم أنهم سيأتون لمكاتبهم مرغمين يلعنون الشعب وأهله؟ في الدول التي تحترم نفسها لا يحتاج المسؤول أن تُذكره دائما بأنه مسؤول وعليه أن يهتم بالمواطن لأنه “خالص" على خدمته، أما عندنا فالوزير لا يعرف الشعب والشعب لا يتوق أيضا لمعرفته لأن العلاقة عدائية منذ البداية وكلاهما يلعن الآخر في سرّه. كم هو ممتع أن تكون وزيرا في حكومة “عمية" تراك عندما تريد ذلك وتغمض عيناها عندما تريد أيضا، وممتع أيضا أن تكون وزيرا برتبة “بوندي" تفعل ما تريد ومتى تريد ولا أحد يتكلم معك وإذا كثرت يقولون لك “لازم تبوانتي".