قلت لحماري... هل تعرف أين وصلت طرائف الانتخابات هذه المرة؟ لقد أصبح المرشحون يُحلّفون المواطنين في المساجد على عدم خيانتهم في التصويت. قهقه حماري عاليا وقال... كل شيء ممكن. قلت... هذا هو مستوى السياسة والساسة عندنا؟ إنه أمر مؤسف يا حماري. قال... وماذا تتوقع من هؤلاء، هل تريد مرشحين بدرجة وعي كبيرة لدرجة أنهم ينتظرون ما يسفر عنه الصندوق ويحترمونه مهما كان الأمر؟ قلت... لا ليس لهذه الدرجة ولكن على الأقل لا يمارسوا الضغط على الناس؟ قال وهو يرمي الجرائد في كل مكان... المواطن يعيش بالضغط ولا يمكن أن يعيش بدونه. قلت... تريد أن تقول بأن الشعب “يستاهل" ما يحدث له و«يستاهل" أيضا هذا النوع من المرشحين الذين لا يعرفون قوعو من بوعو؟ قال ناهقا... نعم يستاهل وأنت تعرف لماذا؟ قلت... لا تبالغ يا حماري التعيس فأنت دائما وقفت في وجه العبث والعبثية؟ قال... كنتُ على خطأ لأني أدركت فيما بعد أني أغني وحدي وأطلب المستحيل. قلت... لكنك كنت على صواب؟ قال ساخرا... هل يمكن أن أكون لوحدي على صواب وكل الناس على خطأ؟ قلت... بالطبع يمكن لأنك فعلا على صواب. ضرب الأرض بحافريه وقال... أنا على خطأ والمفسدون الذين يعيثون في الأرض هم من على صواب، أما أنا فكل ما أقوله هراء هراء... قلت مندهشا... أنت أيضا أصبحت حمارا انتهازيا “تقلب الفيستة" متى تشاء وكيف تشاء؟ نهق نهيقا مخيفا وقال... البقاء للأفسد... لماذا تريديني أن أشذ على القاعدة وأغني وحدي أشياء لا أفهمها سوى أنا. قلت... لا أصدق أصبحت انتهازيا قال... إذا عمّت خفت ثم في ماذا يضر أن يضاف انتهازي واحد لكل هذه الملايين من المفسدين؟