أحبط حزب الأرسيدي ببلدية تيزي وزو مخطط تكسيره وعزله، ونجح في الفوز برئاسة البلدية متفوقا على حزب الأفالان، واستطاع دحر أربعة أحزاب سياسية تحالفت ضده، وهي الأفالان والأفافاس وحركة الوفاق الوطني والأرندي. وأشرف والي ولاية تيزي وزو، مساء أول أمس، على انتخابات “المير" الجديد لبلدية تيزي وزو بين المنتخبين ال 33، وعادت الكلمة الأخيرة لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي فاز برئاسة البلدية، حيث تحصل متصدر قائمة الأرسيدي عبد الوهاب آيت منقلات على 17 صوتا مقابل 16 صوتا لمتصدر قائمة الأفالان عوام عمر. وكانت هذه النتائج مفاجأة لكل من كان متواجدا داخل القاعة، خصوصا وأن الكل كان يعتقد أن الأفالان هو من يفوز برئاسة البلدية بعد أن عقد الأفالان والأفافاس والأرندي و"المان" تحالفا سياسيا ضد الأرسيدي والتجمع الوطني الجمهوري، لكن الصندوق أظهر أن هذا التحالف لم يُحترم من طرف المنتخبين ولم يجمع 20 صوتا بالنظر لعدد المقاعد الإجمالية التي جمعت هذه الأحزاب، حيث استطاع حزب الأرسيدي كسب 4 أصوات إضافية من تحالف “لعدو" تضاف إلى 13 صوتا جمعها الأرسيدي والتجمع الوطني الجمهوري. وحسب ما علمته “الجزائر نيوز" من مصادر مسؤولة داخل بيت الأرسيدي، فإن حزب محسن بلعباس نجح في لعبة الكواليس وأقنع أربعة منتخبين من التحالف الذي وقف ضده، ويتعلق الأمر بثلاثة منتخبين من حزب الأرندي ومنتخب من حزب الأفافاس. وأكد مصدرنا أن متصدر قائمة الأرسيدي وهاب آيت منقلات اجتمع، صباح أول أمس، في سرية تامة مع هؤلاء الأربعة، وقدّم لهم كل الضمانات لعدم الكشف عن هويتهم وأقنعهم بالانتخاب لصالحه مقابل وعود لم يتم الكشف عنها. ولم يتردد المنتخبون الأربعة في الفترة المسائية من التمرد على التحالف وإعطاء أصواتهم للأرسيدي. يذكر أن حزب الأرندي بتيزي وزو سارع في اليوم الموالي من الإعلان عن نتائج الانتخابية المحلية إلى إمضاء “بروتوكول" تحالف، بحوزة “الجزائر نيوز" نسخة منه، مع حزبي الأرسيدي والتجمع الوطني الجمهوري، لكن بعد ثلاثة أيام من التحالف أعلن حزب الأرندي عن إلغاء العقد وخروجه من التحالف بعد تعرّضه لضغوطات من طرف المناضلين وقيادة الحزب، وقرر الالتحاق بتحالف الأفالان والأفافاس و"المان". ورغم ذلك، فقد صنعت لعبة الكواليس التي لعبها الأرسيدي المفاجأة، خصوصا وأن الاقتراع كان سريا مثلما ينص عليه قانون الانتخابات. هذا، وشهد بيت الأفالان بتيزي وزو منذ، أول أمس، حالة “هستيريا" وغليان شديد، حيث لم يهضم المنتخبون وقيادة الحزب الولائية الهزيمة التي مني بها أمام الأرسيدي ولم يتقبل عدم احترام التحالف من طرف بعض المنتخبين، والأمر نفسه بالنسبة لحلفائه السياسيين على غرار الأفافاس وحركة الوفاق الوطني، خصوصا وأن هذه الهزيمة تحرّمهم من مناصب مسؤولية ببلدية تيزي وزو وسيبقون كمراقبين فقط للمصادقة أو رفض المشاريع والمقترحات، علما أن “بروتوكول" التحالف الذي عقده الثلاثي الحزبي المتكون من الأرسيدي والتجمع الوطني الجمهوري والأرندي جاء فيه تقسيم مناصب نيابة رئيس المجلس الشعبي البلدي ورئاسة اللجان بينهم فقط وحرمان الأفالان والأفافاس وحركة الوفاق الوطني. هذا، وأعلن حزب الأرندي، أمس، عن نزع الغطاء السياسي لثلاثة منتخبين بتهمة عدم الامتثال لقرارات الحزب وخيانة “بروتوكول" التحالف وانتخابهم لصالح الأرسيدي. وعلمنا أيضا أن رئيس فيدرالية الأفافاس بتيزي وزو فريد بوعزيز، قرر هو الآخر تنحية الغطاء السياسي لمنتخبة من حزبه صوتت لصالح الأرسيدي.