خرج طلبة الإقامة الجامعية للذكور بوخالفة بولاية تيزي وزو، ليلة أول أمس، في مسيرة حاشدة تنديدا بالظروف التي يعيشونها في الإقامة، في مقدمتها غياب التدفئة ورداءة الوجبات الغذائية وتأخر أشغال الترميم. لم يجد طلبة الإقامة الجامعية بوخالفة أي وسيلة أخرى للضغط على السلطات الولائية لتحسين ظروفهم بالحي إلا الخروج إلى الشارع ليلا، حيث انطلقوا في مسيرة شارك فيها أزيد من 300 طالب، في حدود الساعة الثامنة والنصف ليلا، من الإقامة عبر الطريق السريع، حيث اصطدموا بقوات مكافحة الشغب التي أغلقت الطريق الوطني رقم 25 أمام المحتجين ومنعتهم من السير نحو مدينة تيزي وزو تخوفا من تكرار سيناريو ليلة 10 مارس 2011 عندما اقتحم الطلبة إقامة الوالي. وأكد عضو باللجنة المستقلة للحي أن الطلبة المحتجين فضلوا الحفاظ على الطابع السلمي للمسيرة، كاشفا عن تنقل الأمين العام للولاية ورئيس ديوان الوالي إلى منطقة بوخالفة والتحاور مع ممثلي المحتجين ووعدهم بإيفاد لجنة تحقيق إلى الإقامة. وقد تنقلت، صبيحة أمس، لجنة ولائية مشتركة إلى حي بوخالفة وأجرت معاينة للوضع. وأكد الطلبة خلال طرحهم للمشاكل التي يعيشونها في الحي أمام اللجنة، حسب ممثلهم، أنهم في كل سنة يرفعون نفس المطالب للوصية ولم يسجلوا أي تدخل، حيث طرحوا مشكل غياب التدفئة في الغرف “الحياة بإقامة بوخالفة أصبحت شبه مستحيلة، حتى الغرف تفتقر للتدفئة"، حسب محدثنا، كاشفا عن أن مشروع إعادة تجديد شبكة التسخين متوقف منذ مدة. هذا، وندد المعنيون بقرار منع الطلبة من استخدام أجهزة الطبخ والتسخين في الغرف “قبل أن يتم اتخاذ مثل هذا القرار التعسفي، يجب أن يضمنوا لنا أولا بديلا كتحسين وضعيات المطاعم الجامعية وتوفير التدفئة". واستنكر ممثلو الطلبة الوضعية الكارثية التي يشهدها المطعم، مؤكدين أن الوجبات الغذائية رديئة كما ونوعا “منذ مدة لم تدخل إلى الحي الخضر والفواكه والقاطنون يأكلون يوميا العجائن والعدس". وكشف المحتجون أن أشغال إعادة ترميم الأجنحة الجديدة شهدت تأخرا كبيرا وطالبوا بضرورة إيفاد لجنة تحقيق مختصة للنظر في نوعية الأشغال، خصوصا حول استثناء 5 أجنحة قديمة وهي “A.B.C.D.E" من مشروع إعادة الترميم “رغم أنها تعاني وضعية جد متدهورة". من جهة مقابلة، طرح طلبة بوخالفة مشكل غياب الأمن في الحي وتزايد حالات الاعتداءات التي يمارسها غرباء ومنحرفون في حق الطلبة “حياة الطلبة أصبحت في خطر حقيقي ببوخالفة والحي ومرافقه يستغلها الغرباء"، حيث أكد المحتجون أن عدد أعوان الأمن بالحي يعرف نقصا فادحا، مستنكرين عدم تدعيم إقامتهم بسيارة إسعاف رغم أن المطلب يعود لأكثر من 10 سنوات “المرضى ننقلهم على متن مركبات خاصة"، ناهيك عن المشاكل التي يصادفها الطلبة في النقل بسبب النقص الكبير لحافلات النقل الجامعي ورداءة النوعية وكذا الانقطاع المتكرر للماء الشروب وغياب الماء الساخن في الحمامات وافتقار الحي لشبكة الأنترنت. هذا، وقد أكد ممثلو الطلبة أنهم قدموا مهلة للسلطات الولائية قصد التحقيق في وضعية الحي والتدخل لحل المشاكل التي يتخبطون فيها، مهددين بشن حركة احتجاجية عارمة في حالة التأخر في تجسيد مطالبهم.