يرى كمال راشدي أستاذ العلاقات الدولية بمعهد العلوم السياسية والإعلام أن اعتراف الدول الكبرى بالإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري، سوف يفتح الباب لدعم لوجيستيكي حقيقي للمعارضة وعلى نحو يؤدي إلى سقوط النظام في دمشق عاجلا أم أجلا. وقال الأستاذ راشدي في هذا الحوار إن هناك تحولا في الموقف الروسي بخصوص الأزمة في سوريا في اتجاه قبول تغيير النظام بطرق سلمية أو غير سلمية. “الجزائر نيوز": هناك معلومات تشير إلى قرار موسكووواشنطن بإيفاد المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق، من أجل منح مهلة للرئيس الأسد وخروجه من الحكم ب “كرامة"؟ إذا حدث ذلك فعلا، فهذا يعني وجود مخرج مشرف لشخص بشار الأسد ولكن ليس لسوريا؟ “الجزائر نيوز": ولكن لماذا ليس لسوريا.. كما تقولون؟ إن ذلك يرتبط بمسألة أخرى على اعتبار أن سوريا تشكل المعقل الأخير، الذي يسقط، للقومية العربية. “الجزائر نيوز": خلال الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري بمراكش المغربية، تم الاعتراف بالإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل شرعي للشعب السوري، هل تعتقدون أن ذلك يعكس تطورا ما في معطيات الأزمة السورية؟ لقد جرى هذا الاعتراف من جانب أكثر من 120 دولة، وهناك تحول في الموقف الروسي، والموقف الجزائري أيضا، من هذا الجانب. ومن الضروري الإشارة إلى كون الدليل على تحول الموقف الروسي هو اعتراف ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي بأن النظام السوري يفقد السيطرة أكثر فأكثر، ولقد جاء ذلك أيضا بناءا على اعتراف واشنطن بالإئتلاف الوطني السوري، وهناك نظرة جديدة وتحول بخصوص الوضع في سوريا يعتبر بمثابة تجهيز لقبول تغيير النظام بطرق سلمية أو غير سلمية. “الجزائر نيوز": لكن روسيا كذّبت هذه التصريحات في موقف رسمي صدر أمس، مشيرة إلى كون موقفها إزاء الأزمة السورية لم يتغير؟ هذه دبلوماسية فقط، من جانب الاحتفاظ بعدة أوراق في نفس الوقت إزاء الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول العربية، وأظن أن روسيا تريد أن يكون لها مخرجا حتى لا يتكرر معها ما حدث في ليبيا، حيث تم إقصاؤها هناك على جميع الأصعدة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو إستراتيجية ، إن روسيا تحاول الآن أن تجد لنفسها موطأ قدم في سوريا، لاسيما وأن الوضع في هذا البلد هو مفتاح ملفات أخرى تتعلق مثلا بإيران ولبنان. “الجزائر نيوز": هناك أيضا معلومات تشير إلى كون أطراف من الجزائروروسياوإيران وجنوب إفريقيا، تجري مفاوضات بدأت فعلا مع بشار الأسد لتمكينه من الخروج الآمن هو وعائلته من سوريا؟ كل هذه الأطراف تحاول الحفاظ على سوريا كدولة قياسا لرهانات الصراع مع إسرائيل وكذا بالنسبة للعلاقة بين سوريا وإيران، وذلك على اعتبار أن سقوط سوريا يعني نزع نفوذ إيران في المنطقة فضلا عن كون وجود نظام موالي - يقصد للغرب - في سوريا سوف يؤدي إلى وجود مشاكل كبيرة. إن ما تقوم به هذه الأطراف هو أيضا محاولة كي يكون هناك حل في سوريا على الطريقة اليمنية من باب الحفاظ على بقاء الدولة. “الجزائر نيوز": كيف ترون مآلات الوضع في ضوء التطورات على الأرض التي تفيد بإحراز “تقدم" من جانب الجيش السوري الحر وكذا التطورات الأخرى الحاصلة على الصعيد الدبلوماسي؟ إن اعتراف الدول الكبرى بالائتلاف الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري سيفتح الباب لدعم لوجيستيكي في الميدان وهذا ما سيؤدي إلى سقوط النظام السوري عاجلا أم أجلا.