أكد اللاعب الدولي السابق كمال قاسي السعيد، بأن القائمة الأولية التي اختارها المدرب حليلوزيتش تحتاج إلى إعادة النظر كونها تحوي بعض العناصر التي لا توجد في أحسن أحوالها بفعل الإصابات التي تعاني منها ونقص المنافسة على منوال الحارس مبولحي الذي يوجد في بطالة منذ عدة أشهر. بالنظر إلى قائمة ال 40 لاعبا التي حددها حليلوزيتش، هل ترون بأنها تضم خيرة ما تملكه الكرة الجزائرية؟ إذا كانت هناك بعض الفرديات التي تضمنتها القائمة الموسعة للمدرب حليلوزيتش قد ضمت لاعبين في كامل إمكاناتهم ويستحقون التواجد حتى في القائمة النهائية التي ستسافر إلى جنوب إفريقيا، فإنه لديّ بعض التحفظات الموضوعة على بعض العناصر التي توجد في كامل إمكاناتها سواء تعلق الأمر باللاعبين المصابين أو الذين يفتقدون إلى المنافسة التي تتطلبها تظاهرة مثل كأس إفريقيا للأمم أو الذين يوجدون في بطالة كروية. أما النقطة الثانية التي سجلتها على القائمة الموسعة، فتتعلق أساسا بنقص الخبرة لدى جل العناصر التي تشكلها، وبالتالي فأنا أرى ضرورة تطعيمها بعناصر أخرى تملك من التجربة ما يسمح لها بتأطيرها. وبغض النظر عن اللاعبين الذين تم الاستغناء عن خدماتهم منذ مجيء حليلوزيتش مثل اللاعب زياني، أو الفرديات التي قررت وضع حد لمشوارها مع المنتخب الوطني مثل بلحاج، مطمور وعنتر يحيى فإني أفضل عودتها على أن نعتمد على لاعبين مصابين أو غير جاهزين أو دون فرق. لقد صرح حليلوزيتش قبل أسابيع بأنه سوف لن يعتمد على اللاعبين غير الجاهزين، هل ترى بأنه تناقض مع خياراته؟ إذا صرح فعلا المدرب حليلوزيتش بهذا الكلام فإني أقول دون تردد بأنه تناقض في كلامه، حيث أن بعض اللاعبين المتواجدين في قائمة ال 40 يشتكون من الإصابات ولا يوجدون في أحسن أحوالهم، وكما قلت لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعتمد على لاعبين لا يلعبون في أنديتهم أو محالون على البطالة منذ عدة أشهر. وفي هذا الصدد، أقول إن كل المدربين بمختلف مستوياتهم وخبرتهم يحبذون ويختارون دائما اللاعبين الجاهزين تماما للمنافسة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنافسة بحجم كأس إفريقيا التي تنفرد بإيقاع كروي كبير وتتميز عادة بتواجد منتخبات قوية، تعتمد على جل عناصرها الجاهزة بدل المصابة. وإنطلاقا من هذه المعطيات، أقول إن الاعتماد على عناصر مثل بوقرة وبيدة... إلخ، تعتبر مجازفة اختارها المدرب ولسنا ندري هل ينجح فيها أم لا، وبالتالي لا يمكننا الحكم عليها انطلاقا من أن لعبة كرة القدم ليست علوما دقيقة، وقد يكون الحظ بجانب خيارات المدرب، غير أن المنطق الكروي يقول إن السلاح الأول للمدرب هو دخول أي منافسة بالأسلحة المعروفة وهي الاعتماد على اللاعبين الأكثر جاهزية واستعداد. تضمنت قائمة حليلوزيتش عدة لاعبين محليين، هل ترى بأنهم قادرون على فرض أنفسهم؟ ما من شك أن اللقاءات التي أقحم فيها المدرب بعض اللاعبين المحليين قد أعطت الانطباع بأنهم يملكون من المؤهلات ما تسمح لهم بالتواجد مع اللاعبين المحترفين، وأخص بالذكر أسماء مثل سليماني، بزاز، عودية، زماموش، دوخة، حشود... وأستطيع القول إن الكرة اليوم هي في مرمى هؤلاء اللاعبين الذين عليهم إتيان قدراتهم وتقديم مردود طيب يؤكدون به أحقيتهم بتقمص الألوان الوطنية، وبالتالي السفر إلى جنوب إفريقيا لخوض غمار التظاهرة الكروية القارية. يرى بعض المتتبعين لمسيرة المنتخب الوطني أن نقطة الضعف الكبيرة اليوم تكمن في خط الدفاع بعد الإصابات التي طالت ركائزه مثل حليش، بوقرة وبوزيد، هل توافقون على هذا الطرح؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال أقول إن أي فريق لا يملك دفاعا قويا يصنف عادة في خانة الأندية أو المنتخبات الضعيفة، وبالنظر إلى تركيبة الدفاع الجزائري الحالي يمكننا القول إن الخط الأكثر تواضعا من حيث المردود، بفعل الإصابات التي يعاني منها في جميع مراكزه، بفعل نقص المنافسة لدى البعض ومعاناة البعض الآخر من إصابات قد ترهن ظهورهم بالشكل اللائق إذا أصر حليلوزيتش على اختيارهم ضمن القائمة النهائية التي ستنتقل إلى جنوب إفريقيا. ولعل الإشكالية التي يطرحها خط دفاع المنتخب الوطني تدعوني إلى التأكيد على ضرورة إعادة النظر في بعض الأسماء التي تضمنتها قائمة ال 40 لاعبا قبل فوات الأوان، ولست أدري هل ينجح المدرب الوطني في مهمته إذا أصر على عدم التخلي عن المدافعين غير الجاهزين. لا نغادر القاطرة الخلفية دون التطرق إلى قائمة الحراس التي ضمت مبولحي الذي يعاني من البطالة منذ أشهر عديدة؟ بداية، أقول في لعبة كرة القدم لا مكان للعواطف، لأن الأكثر جاهزية هو الذي يمكنه المشاركة في أي فريق بغض النظر عن حجم المنافسة وأهميتها. وبالعودة إلى قضية مبولحي، أرى بأن استدعاءه غير منطقي ومخالف لأبجديات لعبة كرة القدم، وفي هذا الإطار أرى بأنه لا مكان له حتى في القائمة الأولية التي أعلنها، مؤخرا، حليلوزيتش فما بالك بالقائمة النهائية التي سيختارها هذا الأخير للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا. الكثير تحدث عن الحارس شاوشي الذي يوجد في أحسن أحواله مع ناديه مولودية الجزائر، هل تعتقدون بأنه يستحق لفتة من المدرب؟ دون مجاملة ولا تردد، أقول إن الحارس شاوشي رفقة دوخة وسيدريك وبدرجة أقل زماموش هم الأحسن حاليا في منصب حراسة مرمى المنتخب الوطني، وإذا أردنا ترتيبهم فإن الحارس شاوشي يأتي في الرتبة الأولى دون منازع، وفي كل الأحوال يبقى الناخب الوطني هو من يملك القرار الأخير. بالنظر إلى المستوى الحالي لمنتخبنا هل تعتقدون بأنه قادر على البروز؟ رغم تحفظاتي وكل ما قلته عن التشكيلة الوطنية، إلا أنني أعتقد بأنها مرشحة للبروز رفقة بعض المنتخبات الأخرى على منوال جنوب إفريقيا، كوت ديفوار، وعلينا كذلك انتظار حدوث بعض المفاجآت التي لم تكن في الحسبان على ضوء تألق المنتخب الزامبي في دورة كأس إفريقيا الأخيرة، حيث فاجأ الجميع وأحرز اللقب عن جدارة واستحقاق. وعن المجموعة التي تنتمي إليها الجزائر، أي المنتخبين تراهما في الدور الثاني؟ بالطبع أرشح الجزائر، وأتمنى أن يرفقها المنتخب العربي الآخر تونس. ماهي المنتخبات التي تراها قادرة على لعب الأدوار الأولى ومستوى الدورة ككل؟ رغم غياب منتخبات كبيرة بحجم مصر والكاميرون، إلا أن المستوى سيكون عاليا خاصة إذا علمنا بأن التظاهرة ستجري بجنوب إفريقيا التي تتوافر على كل الظروف والإمكانات التي تسمح بإجراء كأس إفريقيا من الطراز الرفيع، وأعتقد بأن المنتخبات التي ستبرز تبقى رهينة المردود الذي تقدمه فوق الميدان.