تهدد انزلاقات التربة في فصل الشتاء، حياة 130 عائلة تقطن في السكنات الفوضوية بوادي طرفة ببلدية العاشور، مما يعرضهم لخطر الموت تحت الأنقاض أو الوقوع في الحفر والبرك المائية نتيجة تهاطل مياه الأمطار، حسبما عبرت عنه هذه العائلات التي التقتها “الجزائر نيوز" في جولة ميدانية لها ببلدية العاشور. وزيادة على ذلك، فإن أغلب السكنات 130 التي زرناها، عبارة عن بيوت هشة، وانهيارها غير مستبعد في أية لحظة، حيث ينتظر السكان الذين التقيناهم، منذ قرابة ال 20 سنة، ترحيلهم إلى سكنات لائقة، يضيف محدثونا الذين نقلوا لنا وعود بلدية العاشور بتوفير هذه الأخيرة نهاية هذه السنة أو بداية سنة 2013 على أقصى تقدير “وإن كنا قد تعودنا على عدم تصديق وتجسيد الوعود ميدانيا، حيث قيل لنا على مستوى البلدية إنه يجب انتظار الخطوات الفعلية التي من المرجح أن يقوم بها رئيس البلدية الجديد في هذا الاتجاه". وقال السكان ل “الجزائر نيوز"، إن أغلبهم اضطروا، بسبب الخوف على حياتهم وحياة أطفالهم، المبيت عند أهلهم الذين يسكنون بالعاصمة، خوفا من خطر الموت تحت الأنقاض، نتيجة تهاطل الأمطار الغزيرة الذي كانت ميزة الأيام القليلة السابقة، التي أدت إلى جانب عدم وجود قنوات الصرف الصحي، إلى تدهور حالة الحي الواقع بمحاذاة وادي طرفة الملوث الذي لم تكلّف فيه السلطات المحلية نفسها، عناء تنظيفه وإعادة تهيئته، خاصة وأن العديد من سكنات الحي الفوضوي تقع على أطرافه، وعلى بعد سنتيمترات قليلة منه، بل وحتى فوقه في بعض الأحيان ، حيث يطلق وادي طرفة روائح كريهة تسد الأنوف، كما تتسبب رطوبته في إصابة الكثير بأمراض الربو والحساسية، مشيرين في السياق نفسه إلى أنهم يعيشون ظروفا مأساوية جد مزرية بسبب انتشار القاذورات التي سببتها قنوات الصرف الصحي الخاصة بالفيلات المجاورة لحيهم، وعدم وجود مزبلة بحيهم، مطالبين بضرورة ترحيلهم إلى سكنات لائقة قبل انهيار بيوتهم “وقبل زهق أرواح بريئة ذنبها الوحيد أنها طالبت بحقها في السكن".